Friday, July 08, 2011
Thursday, May 11, 2006
38- ليس للحديث بقية
لو حدث لي هذا , لما تمكنت ان اعيش قصة اجمل من التي عشتها , و لما تمكنت ان اصف فتاة اجمل من التي تزوجتها , ولا اكثر تديناً و اخلاقاً , لا اعتقد ان عقلي الباطن قادر على ان يصل لهذا الحد من الخيال الجميل , بل كنت سأعتبر نفسي طماعاً لأنني أردت كل شيئ على اجمل ما يكون , فسبحان الذي يعطي بغير حساب , و سبحان الذي قال لنا في كتابه ـ( و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم , و عسى أن تحبوا شيئاً و هو شر لكم , و الله يعلم و أنتم لا تعملون )ـ البقرة-216
اللهم اعنّي على ذكرك و شكرك على نعمك التي لا تعد ولا تحصى
اللهم كن لي سنداً لأكون زوجاً صالحاً و محباً
------------------------
يبدو اني فقدت الدافع بعد ان وجدتها
او انه لم يبق لدي ما أقول
شكراً لجميع من وقف معي اثناء تدوين الاحداث
شكراً على دعائكم المستمر
شكراً على نصائحكم و انتقاداتكم
------------------------
ليس للحديث بقية
Monday, May 01, 2006
37- الحالة الإجتماعية :: متزوّج
كنت اخشى هذا اليوم منذ الصغر , يوم احتفال عقد القران ـ(المــِــلكة)ـ , فلا احب ان اكون محط الأنظار , ولا احب ان اسمع التعليقات السخيفة من كبار السن , اتقبلها من اصدقائي بصدر شبه رحب , لاني اعلم اني سأرد لهم الصاع صاعين يوماً ما , ولكن اصدقاء ابي استاء من تعليقاتهم جداً , فلا سبيل للانتقام منهم
على الرغم من بساطة الحفل و قلة عدد المعازيم , الا ان الترتيبات بدت و كأنها لن تنتهي , المسأله تتطلب مهارة ادارية من طراز عالي , لم اكتشف هذا الموضوع سوى مؤخراً بعد ان اكتشفت اني توليت مسؤولية تنظيم كل شيئ , تداركت الموضوع سريعاً و وزعت بعض المسؤوليات على اخي و بعضها على السائق و الاخر على امي حفظها الله
عادة احتفال المــِــلكة لدينا في جدة ـ( و في الحجاز بشكل عام اعتقد)ـ ان يجتمع المقربون في منزل العريس , يقفون خلفه , و يقف كبار العائلة عن يمينه و شماله , و يقف الجسّيس امامهم وجهه لوجوههم
الجسّيس: نسبة الى المجسّات , و هي مواويل طربية تشبة الموشّحات اشتهرت بها منطقة الحجاز , تغنى على المقامات الموسيقية المعروفة , تتطلب طبقة صوتية عالية و قدرة كبيرة على التحكم بالصوت و مخارج الحروف
يبدأ الجسيس مواويله الذي يتغنى فيها بطيب اخلاق العريس و كرم عائلته و جماله و وجهة الذي اشرق نوراً و ضياءً , اذكر اني كنت التفت الى ابناء اعمامي الذين يقفون خلفي و سألتهم , متأكدين ان الأخ بيتكلم عني؟!!$!$!%؟
عند وصولنا منزلهم الذي يبعد خمسة دقائق , نعيد تنظيم انفسنا بنفس الترتيب السابق , و يتقدمنا الجسّيس ايضاً , و يبدأ هذه المرة بالتغنّي بأهل العروس , و امامنا يقف اهلها يتقدمهم كبار العائلة بنفس ترتيبنا , الى ان ينتهي الجسيس من مواويله
عندما ذكر اسمي مع اسمها في احد الابيات , اقترب احد اصدقائي و قال بصوت منخفض و هو يخفي ابتسامة ماكرة , عرفت اسم المدام , خخخخخخخخ , لم اعرف بأي طريقة ارد , لم يكن وقت مناسب للنقاش , اكتفيت بأن اقول له بأني اعرف اسم امه , فطأطأ رأسه و توارى منسحباً
دخلنا ساحة منزلهم التي امتلأت بالكراسي و الطاولات , و حضر المأذون بدفتره المشهور و جلس بيني و بين أبوها , و بدأ يكتب في دفتره , حينها اعترض أبي و سأل مازحاً , اين المنديل الذي يغطون به أياديهم؟ , ضحك المأذون و اجابه انا خريج جامعة الإمام و ليس جامعة الأزهر الشريف!؟
طلب المأذون ان يكون اخو العروسة و خالها هم الشهود , لكي يذهبوا لها و يسمعوا منها شخصياً الموافقة على الزواج , اعجبت بحرصه , و انطلق الاثنان , و انتظرنا , دقيقة , خمس دقائق , عشر دقائق , اقتربت من المأذون و قلت له همساً , يبدو انها غير مقتنعه و هم يحاولون اقناعها؟!؟ , ممكن تمشيها بيني و بينك من غير موافقتها؟ , ضحك ولم يوافق , ولكن اتضح انها كانت في معمعة لبس الفستان و وضع اللمسات الاخيرة لذلك تأخرت
و طلب المأذون من ابوها ان يقول الجملة المشهورة , زوجتك ابنتي على سنة الله و رسوله , فقالها , و التفت اليّ و قال قُل قبلت , تذكرت وصية امي المتجددة دوماً بأن لا استخف دمي في مواقف غير مناسبة , كنت اريد ان اقول آآي دو كما نشاهد في الأفلام ولكن تراجعت و قلت بجديّة قبلت , وقّع أبوها على الدفتر و وقعت
للحديث بقية
Thursday, April 27, 2006
36- حان الوقت
انا مستعد
سأنطلق الآن
:. اللهم يسّر لي أمري .:.
دعواتكم
.....................................
للحديث بقية
Wednesday, April 26, 2006
35- يوم الخميس
ماذا لديك يوم الخميس القادم؟ , سألتني امي , فقلت مثل الخميس الذي قبله , و الذي قبله , و الذي قبله , خارج مع الشباب , قالت اتصل اعتذرلهم , يوم الإثنين الجاي قراية الفاتحة , و الخميس الجاي الملكة و كتب الكتاب , اغلقت الباب و خرجت بكل هدوء من الغرفة
ـ(الـــمــِـــلــْــــــكــــــــة بكسر الميم و تسكين اللام : حفل عقد القرآن , حيث يتجمع أهل العريس في منزله , ثم يذهبون سوياً الى منزل أهل العروس و تتم كتابة عقد الزواج الشرعي و دفع المهر )ـ
اغلقت الماما الباب و هي تعلم أني سأقفز من سريري و أجري خلفها راكضاً , و طبعاً فعلت , ماهذا يا أماه؟ , الخميس؟ , متأكده؟
الموضوع بإختصار كالآتي , اقترحت حماتي ـ(لابد أن اعتاد على هذه الكلمة من الآن فصاعداً)ـ , إمّا ان نـُعجل بالملكة او أن نؤخرها للصيف , بسبب مواعيد الاختبارات , و بما ان خير البر عاجله , فأختارت امي ان نقدم الموعد , و هو الاختيار الصحيح في رأيي
ذهابنا لمنزلهم لقراءة الفاتحة و أحداث تجهيزات الملكة تحتاج لعدة حلقات مستقلة , ربما لن اتمكن من ذكرها , ولكن بإختصار الخلافات كانت شديدة جداً بيني و بين امي حول موضوع التجهيزات , لم نصل لهذا الحد من الخلاف منذ ان كنت طفلاً صغيراً عنيداً , يبدو ان الشيئ الوحيد الذي تغير اني اصبحت طفلاً كبيراً عنيداً
ـ( أرجوا من جميع القراء كتابة تعليق بمتوسط مبلغ المهر في المجتمع المحيط بهم , مع ذكر الدولة و المدينة)ـ
و للحديث بقية
Saturday, April 22, 2006
34- عملة نادرة
طربق طربق طربق طربق , صوت وقع خطواتها على رخام صالة الجلوس , مع الصمت السائد و التوتر الشديد , بدا الصوت عالياً جداً , أقسم اني اكتب الآن و قلبي يدق كما كان يدق تلك اللحظة من رهبة الموقف , طأطأت رأسي خجلاً , فسمعت صوتها يقول السلام عليكم , في تلك اللحظة توقف الزمن
مجموعة كبيرة من الافكار اجتاحتني فجأه , سأقول كذا , لا بل سأقول كذا , سأبدأ بسؤالها عن كذا , لالا , ماما اوصتني بعدم استخفاف دمي , ولكن لو قلت كذا سأبدو جادّاً و مملاً , ربما لن تعجبني فلم اهتم برأيها في؟ , و لكن على افتراض اني اعجبت بها , فماذا سنسمي أول ولد؟ , ما دخل الاولاد الآن؟ , و من قال اني اريد ولد , اريد بنتاً , ابرااااااهييييييييم رررررررككككزززززززززز
كل هذه الافكار و غيرها الكثير اجتاحتني قبل ان اراها , استجمعت قواي , و رفعت رأسي , و رأيتها , و اول ردة فعل كانت عبيطة جداً , قلت واااو , فأنا لا اعرف ان كنت قلتها بلساني فعلاً ام انني قلتها في نفسي , و لكنني قلتها
رددت السلام و الخجل يكاد يقتلني , تذكرت نصيحة صديق بأن أكسر جمود اللقاء بإستخفافة دم سريعة , حتى لو بدا دمي ثقيلاً ولكنه مفيد ليكسر حدة اول لقاء , اعرف شخصاً بعد السلام سأل خطيبته , ما رأيك و بصراحة في تعدد الزوجات؟؟؟ , و لكنني لن اقول شيئاً مستهلكاً , اريد شيئاً من ابتكاري , فقلت اول ما طرأ على بالي , قلت لها , ترى وحده منكم لازم تغيّر إسمها؟!؟!؟ , اقصدها هي و أختي , حيث انهما يتشاركان في الإسم , و كما ذكرت في تدوين سابق , اني مستاء جداً من هذا الموضوع
ضحكت بخجل و لم تعلّق , مبدئياً اقتنعت بشكلها اقتناع اقرب للرضى , حان الان وقت معرفة طريقة تفكيرها , و اسلوب تفكيرها , علمت مسبقاً انها ملتزمة , كنت قلقاً من مدى التزامها , و في نفس الوقت لابد ان تعرف مدى التزامي , و طريقة تفكيري , لتتخذ قرارها , هل تريد الارتباط بإنسان بدرجة التزامي أم لا
بدأت اسألها عن حالها و احوالها , و اين تدرس , أسئلة روتينية الغرض منها اطلاق اللسان , و نجحت الخطة , بدأنا نتحدث , او بالاحرى , بدأت هي تتحدث , ما شاء الله , يالها من متحدثة , و ياله من عقل , و يالها من حكمة , اخذت تسألني و تحاورني , يبدو انها كانت مستعدة مسبقاً بأسئلة عليها القيمة , على سبيل المثال قالت لي , كيف تحب ان تكون شخصية المرأة التي سترتبط بها؟ , ماهي اهم خصال فتاة احلامك؟ , ماهو طموحك للمستقبل؟ , اين ترى نفسك بعد خمسة سنوات؟ , صراحة صدمت , انا الذي كنت اسألها عن المدرسة و المديرة و الطبيخ , انسانة بمثل هذا التفكير لابد من نقاشها نقاش جدي و عميق
اكثر شيئ كان يقلقني , هو اني اريد ان اوصل لها طبيعة شخصيتي على حقيقتها , و بدون كذب و اصطناع , لابد ان تعرف اني لست احسن الناس , في نفس الوقت لا اريدها ان تاخذ فكرة اني من اسوأ الناس , و اريدها ان تعرف ان علاقتي بديني و بربي جيدة و الحمدلله و لكنني في نفس الوقت لا اصنف كملتزم , باختصار اريد ان اوصل لها حقيقتي كاملة بدون رتوش و كماليات , انني انسان وسطي
فأسألتها عن مدى التزامها , و من هو مثلها الأعلى كقدوة دينية , و دخلنا في نقاش ديني بسيط عن الأمور الأساسية , اوضحت لي انها لا تحب ان تشاهد التلفزيون , لا تعتقد انه حرام مثلاً او انها ترفضه في منزلها , ولكنها تفضل قراءة كتاب أو ان تشغل وقتها في شيئ مفيد , فقلت لها فوراً و بإبتسامة فيها معاني كثيرة , أنا مشترك في شوتايم , و متابع جيّد أيضاً , بدت خيبة الامل على وجه امي , فتدخلت سريعاً لإنقاذ الموقف و قالت بإنني متابع لقناة باراماونت كوميدي تشانل اكثر من غيرها , فرددت سريعاً بابتسامة اكبر , لا لا لا , أفلام أفلاااااااام
تركتنا امي وحدنا , و استمر تبادل الاحاديث , و دخلنا في تفاصيل اكثر , اين تحب ان تسكن , ماهي وجهة نظرها في وجود عاملة في المنزل او سائق , اوضحت لها وجهة نظري بانني لا احب ان يكون عندي شخص غريب في المنزل , ولكن بشكل عام كل الامور قابلة للنقاش , لا مجال للدكتاتورية , فأنا قد اقتنع او اعترض على الفكرة او النظرية , ولكن وقت التطبيق قد اقتنع بالرأي الآخر اذا تناقشنا او اذا كانت الفكرة الأخرى هي الافضل في الوقت الحالي , و سألتني عن مستقبلها الدراسي , هل لدي تحفظات على موضوع عمل المرأه , قلت لها ان الاولية في وجهة نظري للدراسة , اتمنى ان تكمل حتى الدكتوراه لو ارادت , و لا يوجد لدي اي تحفظ على ان تعمل بالطبع , قلت لها نحن في 2006 , هل هناك من يعترض على مثل هذه الأمور؟ , بل سأكون أول من يصدر لها رخصة قيادة , و بحكم انها متدينة فلن اكون احرص منها على دينها , فلتعمل في اي مجال ترضاه لنفسها
جلسنا سوياً ما يقارب الساعة الا ربع , تحدثنا عن الكثير الكثير , و الحمدلله , كل شيئ كان رائعاً , الراحة النفسية , و الانسجام , الاقتناع التام , بل و قليل من المشاعر , و ذهب كل منا في حال سبيله بعد ان احسسنا بتأخر الوقت , فأشرت لأمي بالموافقة , لم تصدق امي , فتحت عيناها دهشة , هزت رأسها و كأنها تسأل , هل انت متأكد؟ , هززت بقوة اكبر كدليل اني متأكد جداً , و جرت العادة ان العريس يلبس عروسته هدية بسيطة , إسورة مثلاً , كدليل على الرضى , اتفقت مع امي مسبقاً اني لن البسها اياها , المسأله تحتاج تدريب أو يد نسائية خبيرة في ربط الإسورة حول المعصم , بالاضافة ان الفتاة قد يكون لديها تحفظ بحكم التزامها , فأكتفيت بإشارة مني لتخرجها امي من حقيبتها و تلبستها إياها
ودعنا بعضنا بالدعاء للآخر بالخير و التوفيق و السداد , اوصيتها بالدعاء و الاستخارة , و التفت خارجاً , فاستوقفتني و قالت , ما رأيك بي؟ , استغربت جرأة السؤال , فقلت ولا اعلم كيف جائتني الجرأه على الإجابة , قلت لن ابالغ لو قلت انك عملة نادرة في هذا الزمن , احمّر وجهها بشدة , و اختفت خلف احد الابواب بخطى سريعة
في العادة يأتي الرد بموافقة الفتاة بعد يوم أو يومين على الاكثر , ظلت امي ممسكة بجهازها الجوال منتظرة الاتصال , و بالفعل , اتصلو في اليوم الثاني و اخبرونا بموافقة بنت صاحبه على الزواج من محدثكم , بل و قالوا لنا خبراً آخر , كان مفاجأة بالنسبة لنا , مفاجأة قوية جداً ـ( عجبني موضوع المسلسلات المكسيكية!)ـ
للحديث بقية
Thursday, April 20, 2006
33- و كان اللقاء
نظرت للمرآة و تأملت اللمسات الأخيرة لهندامي , ثوب جديد لم ارتديه من قبل , حذائي يلمع بشكل جيد بعد ان امضيت وقتاً و انا ادعكه , قلم مونت بلانك قديم جداً , عدّلت وضعية شماغي السكّري و الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات , اللحية الخفيفية تبدو جيدة عليّ , قلت و انا احدث نفسي , يا سلام!؟ , إيش الحلاوة دي يواد!؟ , في محاولة مني لإعطاء ثقة مؤقته , نظرت للساعة , قاربت التاسعة مساءً , تباً مضى الوقت سريعاً , قلت بأعلى صوتي , ماااااااااااااامااااااااااعاعععععاااااااااااااا , يللا اتأخرنااااااااااااععععااااااااااا , اخرجت قنينة دهن العود الفاخرة من مخبأها , و وضعت نقطتين حول رقبتي , اكثر من نقطتين تسبب لي صداع شديد , و هذا ليس بيوم مناسب للصداع بالطبع
قررت أن لا أرتب للحوار الذي سيتم بيني و بينها , سيبدو كلامي مصطنعاً , اعلم اني لست بمتحدث جيد , فلماذا احاول ان اظهر على غير حقيقتي , سألت امي و نحن في السيارة , هل انت متأكدة انك لا زلتي تتذكرين طريق منزلهم؟ , فقالت وه يا ولدي , لسا قبل يومين كنا عند الأوادم , اكـــيـــــــــد لسّه فاكرة , لا نحتاج سوى لثلاث دقائق للوصول لمنزلهم , فهم يسكنون الحيّ الذي بجانبنا , وصلنا الحي في دقيقة , و لزمنا ربع ساعة و امي تحاول ان تتذكر العنوان , ولم تتذكر , اتصلنا عليهم و ارسلوا لنا السائق ليأخذنا من رأس الشارع
منزل كبير جداً , حديقة كبيرة مهملة , الباحة الأمامية غير مضاءة , انطباعات أولية سيئة , استقبلنا صاحب أبي عند باب المنزل بالترحاب , و هنا سألت نفسي , هل أسلم على رأسه؟؟ , ام اكتفي بالمصافحة و القبلات المعتادة يمنة و يسرة؟ , اممممم , انا اكره قبلات الخدود , ربما اذا سلمت على رأسه سيعفيني هذا منها؟؟ , ولكن فرضاً سلمت على رأسه ثم اعطاني خده لأقبلها؟ , ما هذه العادة السخيفة اصلاً , اليست السنة في المصافحة , متى بدأ الرجال يقبلون بعضهم؟ , قررت انه اذا كان يبدو أكبر من أبي سناً سأقبل رأسه , و إلا فلا , و كان يبدو أنه أصغر فأكتفيت بما حددته
اذكر صديقاً لي ذهب ليخطب فتاة تسكن مدينة الطائف ـ(تبعد ساعتين عن جدة)ـ , فأخذ معه ثوب إضافي لكي يبدل الذي كان يرتديه اثناء القيادة , بهدف ان يقابلهم بثوب مكوي بطريقة جيدة , أحتراماً و تقديراً لهم , و فعلا توقف عند مدخل المدينة , و اختبأ خلف عباءة أمه , و بدل ثوب السفر بالثوب الجديد في الشارع , و وصل منزلهم و هو في أبهى حلّته , و قال و قد بدت على وجهه علامات الأسى و الحزن , دخلت رافع الرأس بكل ثقه , فإذا بأبوها يستقبلني وهو يرتدي ثوب النوم!!@#$%#!؟ , تذكرت اني يومها اقسمت لصديقي انه لو حدث لي هذا الموقف اني سأعود ادراجي , و لن اكلف نفسي حتى عناء إلقاء السلام , تذكرت هذا و انا اسلم على صاحب أبي الذي بدا في مظهر حسن و لله الحمد , و ان كانت غترته ليست مكوية بشكل جيد ولكن لا بأس , حكم السن
جلسنا انا و ابوها تقريباً ثلث ساعة , نتبادل الاحاديث الرسمية الروتينية , يحاول جاهداً المسكين ان يبحث عن قصص ليحكيها , فقال انه درس مع ابي في الثانوية , و كانو سبعة طلاب في الفصل , و اخذ يعدد لي اسمائهم , كان يدرس معنا فلان و فلان , رحمهم الله , ثم جاء فلان و درس معنا ايضاً , رحمه الله , نجحنا السبعة كلنا , ولكن رسب واحد فينا , حينها قاطعته بإبتسامة لئيمة , هل هو أبي؟ , قال لأ لأ ليس ابوك , بدا على وجهي علامات الأسف , ثم عاد يكمل القصص عن اصدقائهم رحمهم الله , حتى جاء الفرج , و اتى صبي صغير يطل من جانب الباب و قال خلّو العريس يتفضل
مغص التوتر زادت حدّته , استعنّا على الشقا بالله , تقدمني الفتى الصغير و هو يمشي حافياً الى درج يؤدي للدور العلوي , كان يقفز كل اربعة درجات بخطوة واحده , و انا ابتسم و اصطنع اللطف و انا في نفسي اتمنى ان اشده من شعره المنفوش ليمشي ببطء , حاولت ان اسرع ولكن العقال اخذ يتزحزح , تركت الولد يقفز و توقفت عن مرآه وجدتها في الطريق , رفعت العقال و اخذت اعيد تعديل وضعية الشماغ من جديد , يبدو اني تأخرت , عاد الصغير قائلاً , يللا يابو الشباب؟!؟
لحقت الصغير ابو شعر منفوش الى صالة جلوسهم في الطابق الأعلى , فوجدت امي بأنتظاري وحيده , و هي تبتسم بحنان و تتأمل طفلها الذي سيصبح عريساً , اقتربت مني ثم ربتت بكفيها على خدودي بحنان بالغ و اقتربت مني , اعتقدت انها ستقبلني فأقتربت منها , فإذا بها تقترب من اذني و تقول , الله يعافيك يا ولدي , لا تستخف دمك بزيادة , ترى الاوادم راكزين و راسيين , قبلتها و مديت لها لساني
لمحت ظلها يتقدم عبر الأرضية الرخامية , قلبي ينبض بشدة , صوت كعبها العالي يصدر صدى في المجلس , لا اعلم كيف تحملت توتر تلك اللحظة , و دخلت بنت صاحبه , و التقت عيناي بعيناها
للحديث بقية
Sunday, April 16, 2006
32- أحلام العصافير
اتصلت الماما على أم بنت صاحبه لتحديد موعد لزيارة سعادتي لمنزلهم , و تم تحديد يوم الإثنين القادم ـ(غداً )ـ , و أخبرتها الأم ان ابنتها صلّت الإستخارة و رأت في منامها أن أمي تقول لها ـ( نحنا جايين , نحنا جايين )ـ , قالتها مرتان , للتأكيد ربما , فالظاهر انها اعتبرتها بشارة خير , ينتشر بين الناس هذا المفهوم , ان الانسان يصلّي الاستخارة و ينتظر حتى يرى شيئاً في منامه ليرشده للدرب الصحيح , معلوماتي الدينية المتواضعة تقول ان الانسان يصلّي الاستخارة , ثم يقدم على ما يرتاح اليه أو ما يراه مناسباً بدون ان ينتظر أي مؤشرات , و يتوكل على الله حق توكله
عندما قالت لي الماما عن حلمها , ابتسمت بحماس و قلت لا إرادياً , يا ناس عليها , إيش الطعامة دي؟ , و اخذت انظر للسقف و ابتسم بتناحة , الى ان انتبهت لنظرات أمي فعدت لسابق عهدي , الغريب في الأمر , في نفس الليلة , حلمت أنا ايضاً!؟ , سبحان الله , ربما تأثرت بالموقف , و بحكم اني جديد على عالم الأحلام , فكان الحلم غبياً جداً , بدون مبالغة و بدون مجاملة , الحلم غبي , استحيت بالفعل ان احكية لأقرب المقربين مني , حتى لأمي
حلمت بأنني ـ(خير اللهم اجعلو خير)ـ , اني جالس على كنبة صفراء مريحة جداً ولكن فيها بقعة مايونيز ـ(أول مظهر من مظاهر الغباء)ـ , لا اعلم من الذي كان يجلس أمامي , ولا اذكر الديكور ولا اذكر اي شيئ في الموضوغ غير ..... , غير اني كنت اغنّي بصوت عالي , و بنشاز شديد:
دوووووووونت كرااااااااااااي فوووووووور مي أرجنتيييييييييييتنا
...................
عندما اتذكر اني سأذهب لأراها غداً , تباغتني نوبات مغص , يشبه مغص توتّر ما قبل الإختبار , الموضوع مخيف , كيف سيكون اللقاء , و ماذا سيحدث , و الاحراج و الخجل و الحياء , سيكون يوم غد يوماً سيئاً , اول قرار اتخذته بأن اضع قائمة بالمواضيع التي سأتحدث عنها لكي لا ارتبك و تضيع الأفكار , و هناك أمر آخر يحيّرني , هل أحلق ذقني لكي لا اعطي انطباع خاطئ عن مدى التزامي , أم اتركها , ولكن لا اريد ان اكون الا على طبيعتي , او أني أخففها فقط , غداً سأقرر
و للحديث بقية
Thursday, April 13, 2006
31- G. A. T.
كنت دائماً أردد انني اتمنى ان اعيش في مدينة صغيرة , او قرية في مكان ناء لا يعلمه احد , كنت احسد اهلها على حياتهم البسيطة , احسدهم على طيبتهم , احسدهم على معرفتهم ببعضهم البعض , احسدهم لأن لديهم متجر واحد للبضائع , بنشر واحد , مخبز واحد , مطعمين , مستوصف و صيدلية واحده بها طبيب واحد و ممرض واحد تعلم التمريض في هذه القرية حيث كان سابقاً يعمل كسائق شاحنة , احسدهم لأنهم يوقظون بعضهم لصلاة الفجر , احسدهم لأن الجار يسأل عن جاره السابع و الخمسون و ليس السابع فقط , احسدهم لانهم يشترون بضائعهم على الدفتر و يتحاسبون آخر الشهر , احسدهم لانهم يشربون حليبهم من اغنامهم , احسدهم لأن مصدر اخبارهم الاذاعة السعودية , و لمن لا يثق بالأخبار الحكومية يستمع الى اذاعة لندن , احسدهم على بساطة تفكيرهم حين يحسدوننا على حياة المدن الصاخبة!؟ , , احسدهم على الاحتفالات و الذبائح بمناسبة افتتاح مستوصف او مدرسة ابتدائية على بعد 30 كلم من قريتهم , و اكثر ما احسدهم عليه بساطة همومهم
لا ينطبق هذا الكلام على مدينة جيزان حيث لم تعد مدينة صغيرة , اتحدث عن القرى المجاورة لها , أبو عريش و صبيا و الى آخره من سلسلة القرى المتناثرة عن يمينها و شمالها , حيث الاهمال الحكومي الواضح لهذه المناطق , حيث لا يصلهم سوى النزر القليل من كعكة الميزانية السنوية , و كأنها تعاقبهم على ذنب لم يقترفوه
كنت اتمنى منذ وصلت جيزان ان اجتمع بأحد ابناء المنطقة , ليأخذني خلف كواليسها , لأرى الوجه الآخر الذي ليس بالضرورة ان يكون سيئاً , و وفقني الله للقاء قريب لزميلي في رحلة العمل إسمه عبدالله , اخذنا في جولة سياحية من الدرجة الاولى , اخذ يذكر لنا معلومات عن تاريخ المنطقة , و يرشدنا الى بيوت المشاهير من اهلها , لم اعرف منهم سوى هاشم عبده هاشم ـ(رئيس تحرير جريدة عكاظ)ـ , أشار لنا إلى بيت صغير مبني من حجر و قال انه ولد هنا , ثم بدأ زميلي بخبث يسأله عن أماكن بيع القات , ـ(القات : نبته مشهورة في جنوب الجزيرة العربية , يتم مضغها و امتصاص عصارتها , لا ادمان لها و لكن لها تأثير جسدي و ذهني , اختلف العلماء في حكم تعاطيها )ـ , و من عوائد اهل المنطقه انهم ينكرون انهم يتعاطون القات , و يبدأون بشكل تلقائي بالدعاء لهم بالهداية و يظهرون على وجوههم علامات التحسّر , و لكن مع الوقت و تبادل الاحاديث يبدو ان عبدالله ارتاح لنا , و انحرف بسيارته السيدريك موديل 85 فجأه الى حيّ مظلم يسمى بالباطنية , حيّ المشاكل كما يقول , ـ(يوجد حيّ بهذا الاسم في الرياض و جدة و القاهرة , و كلها احياء مشاكل!! )ـ , اخذت انوار الشوارع البرتقالية تختفي , كانت الساعة كانت الواحده فجراً , و اسودّت الدنيا , لا نرى الا بصيص انوار مصدرها من داخل المنازل الشعبية المبنية بشكل عشوائي , و قليل من ضوء القمر , سرنا حتى وصلنا قلب الحيّ , ولا يوجد مخلوق ولا آثار حركة , سكون تام , ثم قال فجأه , استعدوا لما سترونه , و انحرف بسيارته و دخل شارع صغير يكفي سيارة واحده , و كانوا هناك , ثلّة من الشباب , يبدو عليهم فعلاً انهم اعضاء عصابة , بينهم شخص يبدو انه زعيمهم اسمه إسكندر , احد اشهر المهربين , و بحسب وصف عبدالله , لدى إسكندر هذا افضل بضاعة
..................
الحقيقة اني خفت , بل كنت مرعوباً , كنت مطمئناً ان عبدالله قريب زميلي بالعمل , و لكن اطمئناني زال حين رأيت على وجه زميلي علامات الخوف و الارتباك , و تذكرت عندها قوله انه لم ير قريبه هذا من ثمانية سنين , تذكرت حينها ربي , و اخذت أقرأ و اتشهد , و تذكرت اني لم اصل العشاء , استغفرالله يا رب سامحني , اختبرت قوة إيماني و توكلي على الله , و للأسف رسبت في الامتحان
فتح عبدالله زجاج نافذته و توقعت ان يقول لهم و هو يشير علينا , جبتلكم صيده , هع هع هع , ولكنه تبادل معهم كلمات ترحيب سريعه و رحبو به جميعاً بإسمه يبدو انهم يعرفونه , بل يعرفونه جيداً , و إكتفى إسكندر بإشارة بحاجبة , لزوم البرستيج و الهيبه , سألهم عن سعر الحزمه اليوم , فقالوا 150 ريال , عشانك والله يا عبّود , حيث انه سعره متغير حسب نشاط شرطة مكافحة التهريب , و حسب العرض و الطلب , ففي آخر الاسبوع أو ايام المباريات و الاحداث يرتفع سعره لأرتفاع الطلب , حيث يبلغ متوسط سعر حزمة القات بين 120 إلى 200 ريال تقريباً , و له انواع كثيره , و متوسط استهلاك الفرد يبلغ بين نصف حزمة الى حزمة كاملة في السهره , و للاسف سكان المنطقه يسهرون يومياً تقريباً , و يستهلك القات الرجال و النساء و بعض الاطفال على حد سواء , و يصرفون عليه تقريباً ثلث دخلهم الشهري , و يدّعون ان له تأثير أفضل من الفياجرا , و الرجال أفعال!!@#$!؟
مضينا في حال سبيلنا و خرجنا من الحيّ المرعب , و عدنا الى الفندق بسلامة و لله الحمد , كنت ساعترض بشدة لو انه حاول ان يشتري منهم شيئاً , لا اريد ان يكون لي عند الحكومة ملف قضية اشتباه تعاطي قات , انا على وش جواز يا جماعه , برستيجي يا جدعان
و على سيرة الزواج , نتائج زيارة أمي لمنزل بنت صاحبه يبدو انها تبشر بخير , على الرغم ان احد الصفتين التي اريدهما غير متوفره فيها , و لكنني لا زلت متفائل , بعد الكلام الذي سمعته عن طيبهم و طيب البنت و اخلاقها و كونها معروفة في الاوساط الدينية النسائية , حيث تنظم هي و صديقاتها لقائات دينية اسبوعية و محاضرات توعوية , و لها نشاطات خيرية تطوعيّه عديده , على الرغم من صغر سنها , مع ان هرومناتي الذكورية السعودية ضد ان تكون الفتاة اجتماعية زيادة عن اللزوم , و لكن بما انها تستغل قدراتها الاجتماعية في نشاطات خيرية فهي تستاهل التشجيع
طلبت مني أمي رأيي النهائي , هل تقول لهم لا نصيب لانها ليست كما أريد , أم تأخذ منهم موعداً كي أذهب لرؤيتها؟ , فقلت لها توكلنا على الله , سأذهب لرؤيتها , و سنرى متى سيكون موعد اللقاء
..................
للحديث بقية
Sunday, April 09, 2006
30- ما إسمها؟
اكتب لكم هذه المرّة من مدينة جيزان , لم أتخيل يوماً اني سأزور ربوع بلادي و انا الذي كنت ضد السفر دائماً , كل شيئ هنا يبدو قديماً متهالكاً , البيوت مصممة بطرق و تصاميم قديمة , السيارات قديمة , الألوان قديمة , حتى الناس اشكالهم قدماء , ستايل الملابس قديم , لا يزال لديهم مطعم الديوان الذي انقرض عندنا منذ سنين , و الأسعار أيضاً قديمة , كأنها اسعار مدينة جدة قبل عشر سنين , الفنادق و المواصلات و خلافه , ولكن هناك آثار لمحاولات نهضة في المنطقة ولكنها لا تزال في بداياتها
اتصلت ام بنت صاحبه على الماما يوم الأربعاء الماضي , و تم الاتفاق على يوم غدٍ الإثنين لذهابها إلى منزلهم , وحينها تذكرت الماما سؤالي المستمر عن اسم فارسة الأحلام الجديدة , و كانت دائماً تجيبني بأنها نسيت أن تسأل , و سألتها هذه المرّة , ايش اسم المحروسه ربنا يحميها؟
لماذا؟ , لماذااااااااااا؟ , لا يوجد عندي اعتراض على اي اسم نسائي على كوكب الأرض , ميّ , عواطف , سماح , فوزية , آثار , نورة , نوف , سارة , منيرة , باكيهام , وضحه , كلها اسماء لا احبها , و على الرغم من ذلك لا امانع ان اتزوج بفتاة تحمل اي اسم منهم , سأقنع نفسي بأني سأحبه مع الوقت , او انني سأجد لها اسم دلع يغنيني عن ذكر اسمها
ولكن ان يكون اسم الفتاة هو نفس إسم أختي!؟!؟ , فهذا واللهِ امر صعب ان اتقبله , على الرغم ان اسم اختي ليس من الاسماء المنتشرة , و لكن سبحان الله
لو كانت على اسم امي مثلاً فلا مانع , لاني لا انادي امي بإسمها , بينما اختي اناديها بإسمها , الاسم متكرر كثيراً في البيت و خارج البيت , في العائلة و خارج العائلة , و الاهم , هو متكرر كثيراً جداً في عقلي الباطن , هذا الاسم لشخص واحد فقط , فكيف اقبل معه شريك فيه؟ , كيف سأدلعها , و ماذا سأدلعها , كيف سأطلق عليها اسماء مضحكة على وزن إسمها , كيف سأحرّف و أبدل حروف إسمها ليصبح اسماً جديداً مستفزاً كل مرة , و اناديها به عدة اشهر , كل تلك الاسامي و الحيل و الألاعيب مستهلكة , امضيت طفولتي كلها ابتكرها , هل سأعيد ما كنت افعله كل تلك السنين؟
قد يبدو الموضوع تافهاً للبعض , و لكنني مستاء فعلاً , حتى انني قبل ذلك رفضت فتاة من ضمن المرشحات لهذا السبب , قبل ان نسأل عنها , عموماً لن نتراجع الآن , ستذهب الماما غداً , و سنرى ماذا يخبئ لنا القدر
للحديث بقية
Sunday, April 02, 2006
29- بــِــنــّـتْ صـَـاحْــبــُــهْ
مضت تقريباً عشرة أيام منذ لقاء أبي بصاحبه على باب المسجد , ذكرت فيما سبق انني لم اعرف كيف وصل بهما الحوار حتى يتحدثوا عني , و ها قد عرفت الآن و ليتني لم اعرف
كان صاحبه هذا بصحبة أحفاده اثناء خروجهم من المسجد , و لأبي سرٌ عجيب يجذب الأطفال , فيأتون راكضين إليه بدون سابق معرفة , فأخذ أبي يداعبهم و يلاعبهم , و اكتشفت سرّه لاحقاً , فهو يعطيهم ريموت السيارة و يعلمهم كيف يطلقون صوت نفير السيارة ـ(توقفت هنا لعشر دقائق تقريباً و انا ابحث عن معنى الكلمة بالفصحى , إضطريت لكتابة الكلمة بالانجليزية و اعطاني القاموس كلمة نفير! , يا للغتي الضحلة )ـ , عموماً , يتسائل الناس عن سر إلتفاف اطفال المسجد بعد أي صلاة حول أبي دوماً , و سرعان ما يزول تسائلهم حين يسمعون صوت نفير السيارة ينطلق بكل غضب , و الاطفال يضحكون سعداء , يبدو الضيق أحياناً على بعض المصلين , و لكن ربما ضحك الاطفال و سعادتهم تنسيهم ضيقهم , و هو لا يبالي بهم على أي حال
اثناء لعب الاطفال بالريموت سأله صاحبه , و ماذا عنك , أين احفادك؟!؟
شعرت بالحزن عندما اخبرتني امي بما حدث بينهما , فأبي ترتيبه الثاني بين أعمامي , و الوحيد الذي ليس له أحفاد بعد , و اردفت امي قائلة بنبرة حزينة , أبوك يتمنى ان يرى احفاده فعلاً , اعتقد ان كل خططي لتأخير انجاب الاطفال حتى نعيش حياتنا انا و زوجة المستقبل قد نـُـسفت نسفاً بعد سماعي لهذا الكلام
بعد هذا السؤال اخبره والدي انه يبحث حالياً عن زوجة لأبنه , و حينها اخبره صاحبه عن إبنته , و جرى ما ذكرته في التدوين السابق
على الرغم من ان ابي يعرف صاحبه هذا من سنين طويلة , و هو أيضاً يحتل مكانة دينية مرموقة , و بحسب وصفهم فالفتاة متدينة جداً , فإن هذا لا يمنع بالطبع ان نسأل عنهم , فهناك جوانب أخرى غير الدين! , هذا ما حاولت شرحه لأمي الايام السابقه , و لكن للأسف , حتى الآن لم ننجح بالوصول الى شخص يعرفهم من داخل العائلة , اتمنى ان نصل الى احد ازواج اخواتها , لن نجد افضل منهم للسؤال
تم الاتفاق على يوم الاربعاء أو الخميس القادم للزيارة العائلية , انا متفائل فعلاً هذه المرة , اتمنى ان يوفقنا الله
للحديث بقية
Friday, March 24, 2006
28- !خطفوا شريف
توجهت من الرياض الى المدينة المنورة يوم الأربعاء الماضي , و اجتمعت العائلة في مدينة حبيبنا عليه الصلاة و السلام , حيث امضينا يومين , و كان الاجتماع المغلق عالي المستوى لمناقشة آخر التطورات في طريق العودة إلى جدة , النقاش استمر طريق العودة كاملاً , اصبح السائق يعرف تقريباً كل شيئ , من ذات الوشاح الأبيض حتى الشقراء , لا بأس , لم يعد غريباً , فهو لدينا منذ عشرون عاماً تقريباً , و بإختصار , فشل الاجتماع فشلاً ذريعاً , و النتائج كانت مخيبة للآمال بشكل كبير
حين يضع الإنسان شروطاً وصفات معينة يريدها في فارسة أحلامة ـ(هل مصطلح فارسة أحلامه صحيح؟)ـ , فهو حق شرعي , بل هو من أبسط حقوقة , حتى لو كانت الشروط بالعشرات , و لكنه سيتعب حتى يجد فتاة بكل شروطة , و حين يجدها قد لا تعجبه , بالفعل هو يحب سواد الشعر و وسع العيون و إنتفاخ الخدود و البراطم و إلى آخرة , و لكن التوتال باكيج بمواصفاته حين يتم تجميعه قد يكون بالفعل غير متناسق , و الانسان الطبيعي حين يتفاوض يتنازل عن صفتين او ثلاثة مما يريده و يمشّي! , ولكن حين تكون كل المواصفات التي حددها عبارة عن صفتين إثنتين فقط , فلا مجال للتنازل اطلاقاً , بتنازله عن صفة واحده فهو يتنازل عن نصف ما يريد , و هذا غير قابل للجدال , هذا ما حاولت ان اشرحه للماما اطال الله عمرها و زاد من قدرتها على تحمّلي , لن و لن و لن اتنازل بالتلاته , بلا الشقار زين بلا كلام فاضي
ـ(أقصد فيما سبق الصفات التي لها علاقة بالشكل و ليس الدين و الخلق و الى آخره من المواصفات المتفق عليها من الجميع)ـ
تم حذف المرشحتان الجديدتان من اللسته كلياً لعدم أهليـّـتهن للمواصفات و الشروط الإبراهيمية , أيعقل ان مدينة بها اثنين مليون مواطن نصفهم من النساء و يقدر عدد المؤهلات للزواج بنصف مليون ولا تجد امي منهن واحدة لي , واحدة فقط , اصبح اصدقائي يلاحظون ان اكثر جملة اصبحت اقولها ان البلد مافيها بنات يا جدعان , و كل ما رأيت فتاة تعجبني اقول بصوتي تعالي شوفي يمّه , بل بدأ اصدقائي يتطاولوا و حين يرو فتاة تروق لهم يقولون انتي فين يا ام ابراهيم
مجرد حديث عن فتاة ما قد تصلح زوجة لي يعطيني احساس بالارتباط , و احس ان شخصيتي تتغير في تلك الفترة , طريقة كلامي و تفكيري في المستقبل , بل اني اعود للبيت باكراً و كاني اتدرب على ما سألاقيه , لا احس بهذا التغيير الا حين تطير الفتاه كغيرها ممن طاروا , فأعود لما كنت عليه , بدأت هذا المقطع و أنا انوي الوصول لنقطة ما لا اتذكرها الآن حقيقة ً, لن أمسح , سأكمل في نقطة أخرى
احلى لحظة خلال الاسبوعين الماضيين كانت حين وضعت قدمي اليمنى على مدخل غرفة المكتب في منزلنا الحبيب , كم اشتقت لك يا مكتبي العزيز , من الواضح ان هناك آثار احتلال غاشم من اخي الصغير لكل ممتلكاتي في الغرفة , فكل شيئ في غير مكانه , فقدت الأمل و انا احاول وضع حدود اقليمية داخل المنزل حتى اشهرت العلم الأبيض ,و اصبّر نفسي باني في النهاية سأتزوج و سأعيش في مملكتي الخاصة , و لن يسطوا احد على ممتلكاتي , و لن اجد ملابسي في دولاب اخي , و اشرطتي في مسجل اخي , و حذائي يحيط برجل اخي , حتى رقم جوالي الرديف أخذه أخي , سألجأ الى حل الجدار الفاصل بيني و بينه يوماً ما , ذلك الإرهابي الصغير
أول يوم دوام , دخلت لهم حاملاً صحناً من تمر المدينة , و دلة قهوة , اخذت اطوف على زملاء العمل اسقيهم و اطعمهم , ثمانية من اصل عشرة هم الذين لاحظوا غيابي فترة اسبوعين , و واحد لم يلاحظ اطلاقا اني اختفيت , و واحد لم يعرف من أنا من الأساس , و هذا الرقم يعتبر انجاز لا بأس به مقارنة بآخر مرة , اصبح لي تأثير بعض الشيئ في المكان
احد عيوبي اني اعرف مكان كل شيئ وضعته , و ألاحظ أي تغيير , تم لطش الكرسي الذي امضيت اسابيع ادوزنه حتى اصبح في الوضع الأمثل , شاحن الجوال اتلطش هو الآخر , علبة لبان غندور لا تزال كما هي لم تتحرك , ولكن نقصت اربع حبات تقريباً او خمسة , و لكن الطامة الكبرى هي اختفاء شريف , صديقي العزيز , شريف يحتل منصب اهم موظف في القسم بدون منازع , كل الموظفين يتصلون عليه مرتين في اليوم على الأقل , ابتداء من السكيوريتي حتى مدير القسم , انه يحتل منصب الـ تـِي بوي , و الترجمة الحرفية هي فتى الشاي , لقب ظريف , أتى الينا شريف و هو لا يعرف كيف يحمل الصينية , امضيت اسابيع امرّنة و ارشدة و اقوّمة , حتى اصبح جرسوناً من الطراز الأول , لم اعلمه باعطائه دروس تقوية , و لكن من كثر توجيهاتي و انتقاداتي و النقّ و الزنّ المتواصل , و لكنه كان ذكياً بما فيه الكفاية ليتعلم , لا احتمل الآخطاء المتواصلة , و لا احتمل ان يكون هناك شيئ اتمكن من اصلاحه او تقويمة و اتركه على حاله , اول درس كان في حمل الصينية , فلا بد ان يحمل الصينية بيده اليسرى و يقدم الشاي باليمنى , و قبل وضع الكوب على الطاولة لا بد ان يفرش منديل كلينيكس ثم يضع الكوب عليه , و قبل هذا كله فهو حين يأتي من خلفي لا بد ان يأتي من الجهة اليسرى و ليس اليمنى (قرأت هذا في مقال عن الإيتيكيت و لا اعلم لماذا) , و يستأذن قبل الدخول و يسلم قبل الخروج , و ارشدته كيف يغسل الاكواب , و كيف لا يسرف في الماء , و كيف يضعها بعد غسلها , و كيف يرص قراطيس الشاي في علبة محكمة الإغلاق كي لا يفسد , و يعرف مواعيد شربي للشاي و القهوه و الشاي الاخضر , و يعرف متى يحضر لي الماء , و يعرف كم قرطاساً من سكر تروبيكانا يجب ان يضع , و علمته ان يثني أطراف مناديل الكلينيكس على شكل مثلث في العلبة لكي لا تصبح في الهواء بشكل بشع , و علمته عدد لا بأس به من الكلمات الانجليزية , يس سيير , رايت أواي سـيـر , إنجوي يور درنك , هاف أ نايس وييك إند جنتلمــِـن , و كان يردد الكلمات ورائي بسعادة , و يسجلها في دفتر ملاحظاته , حتى اصبح كما اريده ان يكون تماماً , و سرقوه مني , ضاع تعبي , ضاع هباءً منثوراً , و ضاع مبلغ لا بأس به من البقشيش الذي كنت اعطيه شريف تشجيعاً له , و كأني بنيت قصراً من خيال ٍ فهوى , اقسمت اني لن اعلم الجرسون الجديد شيئا ً, تم نقل شريف الى القسم المجاور , حيث الإدارة العيا و كبار الموظفين , بالتأكيد لإجتهاده و حسن سيرته و سلوكة , تباً لهم , لولاي لكان يسكب نصف الشاي في الصينية قبل ان يصل , الغريب ان الـ تِي بوي الجديد إسمه شريف أيضاً , ولكن شتان بين تلميذي و هذا المبتدئ
قبل يومين أو ثلاثة , قابل ابي صديقاً قديماً له , لا اعلم أين و كيف , لم احصل على كل التفاصيل , و لكن بطريقة ما اثناء حديثهما قال ابي اننا نبحث عن زوجة لابني ابراهيم , فقال صديقه ببساطة لا ابخل عليكما بإبنتي , فقال له ابي مواصفات فارسة احلامي ـ( المصطلح دخل مزاجي ) , و بالتأكيد عرف مواصفاتي من امي فليس بيني و بين أبي أحاديث مثل هذه على الاطلاق , و الغريب ان ابوها قال بأنها تنطبق عليها , لأول مرة يتدخل أبي و بطريقته البدائية في موضوع زواجي , على الرغم اني تضايقت قليلاً من اسلوب ابي في عرض الموضوع , ربما ليس من اللائق ان يقول اننا نبحث لكل من هب و دب , و لكني مرتاح للنتيجة جداً
تم الباقي بسرعة البرق , و لم اعلم عن الموضوع اطلاقاً حتى تطور لمراحل متقدمة , اعطى الصديق رقم منزلهم لأبي , و الأخير بدوره اعطاه لأمي , و اتصلت امي على امها , و كلمتها , و اخذت منها موعد لزيارتها , و انا صفر على الشمال , ولا حتى مسج فيه رؤوس اقلام , سلسلة من الفاجئآت , يالله ومالو , المهم النتيجة , تقول امي و فيما يبدو ان الفتاة و من وصف امها ملتزمة حبتين , و كأنها فهمت من الأم انها لا تسمع اغاني , يا ساتر , لي صديق اعرفه حين يزورنا يتفرج على التلفزيون و كأنه اول مرة يشاهده , محروم من جميع قنوات الاغاني بدون استثناء , زوجته تمارس عليه حرب لمراقبة الاعلام المرئي و المسموع في المنزل بشكل مكثف , لا مانع لدي من توجهها الديني و لكن اتمنى ان لا اصبح مثله
للحديث بقية
Wednesday, March 15, 2006
27- ByeBye Riyadh
ألم حاد في كتفي الأيمن , و الأيسر , و رقبتي , و أسفل ظهري! , حاولت ان ابحث عن اريح وضع للجلوس على كنبة المقهى , لم تفلح الوضعيات المحترمة التي اعرفها , وضعت رجلاً على رجل و لكن شعرت بالألم بعدها بدقائق , بدلت فيما بينهما , و عاد الألم من جديد , ما الحل؟ , لم أبال بالشخص الذي يجلس أمامي , رفعت رجلاي و تربعت على الكنبة , احساس جميل بالفعل , و ضعت شنطة اللاب توب على حجري لتقيني من حرارته التي بدأت تزيد تدريجياً
آه يا كتفي , قطعت اليوم الرياض شرقها و غربها سيراً على قدماي ـ( شرق و غرب العلياً فقط و التشبيه للمبالغة )ـ , في الظهر و بعد انتهاء عملي , قطعت العليا انطلاقاً من توارن سنتر الى فندق العليا هاوس , حيث استقريت حتى المغرب , انطلقت بعدها من الفندق نحو التحلية حتى وصلت الى آخر الشارع , حيث مبنى مميز البناء , على الطراز الهندي , له قباب ذهبية , و زخارف من اعلاه لأسفله , و يزيّنه زجاج ملوّن على الأبواب و النوافذ , و الذي اتضح لاحقاً انه مطعم هندي بالفعل , مبالغ في ديكوره الى حد الاسراف , ولا اتذكر إسمه , عدت ادراجي و واصلت المسيرة حتى برج المملكة , لم يسمحوا لي بالدخول بالطبع , الرد المعتاد ـ( عوايل يا طيب)ـ , يا عالم اليوم تلوت! , وسط الاسبوع يا ناس , ـ( والله تعليمات )ـ , لا احب ان اجادل السكيوريتيه لطباعهم الحاده , آثرت الانسحاب كعادتي
على العموم هدفي ليس التسوق , فغيرت وجهتي الى مكتبة العبيكان في الشارع المقابل , شدني كتاب لي كوان يو رئيس وزراء سنغافورة الأسبق , الرجل الذي حوّل دولته أثناء ولايته من العالم الثالث الى الأول ـ(حسب وصف الكتاب)ـ , ولكن سعره المبالغ فيه جعلني اصرف النظر عنه ـ(95 ريالاً)ـ , إشتريت كتاب عائض القرني , التفسير الميسّر للقرآن , مجلد واحد في الف صفحة , فيه شرح جميل و بسيط لآيات القرآن الكريم
احترم عائض كثيراً لانه رجل متمكن من وقته , رجل يعرف ماذا يريد الناس , ينزل لهم ولا ينتظر صعودهم , غزير الانتاج , ولكن سبحان الله لا يجذبني اسلوبه ولا طريقته في معظم مؤلفاته , بدون سبب يذكر , ولكن هذا لا يمنع ان تفسيره هذا وجدته مميز جداً عن باقي كتب التفسير لبساطته , اتوقع له النجاح الكبير على مستوى العالم , و ان تتجاوز مبيعاته المليون كما تجاوزها كتابه لا تحزن , الذي لم يعجبني اطلاقاً هو الآخر
-------
عدت بعدها ولا تزال الرحلة مشياً على الاقدام من العبيكان الى شارع الشانزليزيه حيث اكتب لكم سطوري هذه , كل ما سبق ذكره حدث و شنطة اللاب توب الثقيلة على ظهري , و هي التي سببت الآلام التي سبق ذكرها , في لحظات مثل هذه تراودني الافكار , لماذا اشتريت لاب توب بشاشة عريضه و بهذا الوزن؟ , فيم كنت افكر تلك اللحظة؟ , اليس الهدف منه ان يكون خفيفا و سهل الحمل؟ , اذكر ان صديقي قال لي ذلك اليوم , بكرة تندم يا جميل
الباريستا اللطيف اخبرته بأن اليوم آخر يوم لي في هذا المكان , حيث انتهيت من عملي و سأغادر غداً , ابتسم بدون ان يرد , و قال لي ماذا تطلب؟ , استغربت ردة فعله , فين الصحبة و الوناسة ياهوو! , طلبت هذه المرة بيناكولادا , و اخرجت المحفظة لأحاسب , و رفض ان يأخذ المبلغ! , قال لي إتس اون ذا هاوس , حاولت ان ارفض بإصرار و شكرته جزيل الشكر و اثنيت عليه , ولكنه كان مصر فعلاً , فقبلت عزيمته بخجل شديد , احرجني بلطفه بالفعل , و تأثرت بهذه اللفته الكريمة , مثل هذه اللفتات تبقى في الذاكرة الى الابد , و سيبقى د.كيف كوفي شوبي المفضل بسببه
سأنطلق غداً إلى المدينة المنورة , حيث اتجهت العائلة من جدة منذ الأمس و سنظل حتى الجمعة بجوار الحبيب ـ(صلى الله عليه و سلم)ـ , ابلغتني الماما بأن استعد لإجتماع مغلق عالي المستوى لمناقشة المرشحات المحتملات لتولّي منصب الزوجة المصون صاحبة السعادة , بدأت امي بإتباع نهج اخفاء الأخبار حتى تقرر هي اللحظة المناسبة , و تعلنها قبل الحدث بيوم او يومين , لفتاجئني و تربك اوراقي , متخذة نهج جمّاز السحيمي في إدارة هيئة سوق المال , اتمنى ان لا انهار في الايام المقبلة كما حدث لسوقنا العبيط , اخر الشائعات تقول ان هناك مرشحتان محتملتان حتى اللحظة , ولا علم لي بأي تفاصيل , سوى ان إحداهن شقراء! , و لم تكن هذه ضمن مواصفاتي بالطبع , ولكن لم لا , الشقار زين
-------خارج الموضوع--------
ما هذا؟ , هل تحولت هذه المدونة الى سرد ليومياتي؟ , لم يكن هذا الهدف منها؟ , ولكنني كتبت اسطراً كثيره اخذت مني وقت وجهد , امسحها الآن!! , سأنشرها هذه المرة ولكن بإذن الله لن اكررها , شكراً لتحملكم
---------------------------
Monday, March 06, 2006
26- الشانزيليزيه
Monday, February 27, 2006
25- عذراً ,,, فأنا ملتزم
اثناء إجتماعنا العائلي في الغداء الاسبوعي يوم الجمعة الماضي على طاولتنا المعتادة في بيتزاهت , طرحنا للنقاش موضوع تأخر اهل الحسناء في الإتصال بنا , و بعد اخذ و رد , إقترح أبي أطال الله عمره ان لا نفرض سوء الظن , لعلّ عائقاً ما أخرهم , فهو لا يتوقع انه استهتار منهم , فهناك احتمالات كثيرة لعدم اتصالهم , ان تكون اضاعت الرقم مثلاً , او اتصلت فعلاً على المنزل في اوقات لم تكن امي متواجده , و إلى آخره , تم الاتفاق على ان تتصل بهم أمي مجدداً مرة اخيرة , على الاقل كي نكون قمنا بما علينا و زيادة
بالفعل اتصلت الماما على ام الحسناء , عاتبتها امي عتاباً لطيفاً بأسلوب حسن على تأخرهم في الرد , اعتذرت و بررّت التأخير بظروف لديها مع اولادها , لم توضّح أي تفاصيل و لم تسألها أمي , و قالت لها ان تأتي مع من شائت من قريباتها او صديقاتها ليتم التعارف النسائي , و اعترضت امي بقولها انها قد شاهدت الحسناء مسبقاً في حفل الزفاف , و حان الآن دوري أنا لكي أراها , فلا داعي للزيارة النسائية , اقتنعت الأم و طلبت مهله أخرى ليومين كيّ تحدد لنا موعداً أذهب فيه لزيارتها
و لهذه الأسباب فضلت ان تصفني أمي كشخص جاد و يخاف الله على سبيل المثال , لإن كلمة متلزم قد تؤوّل لمعانٍ اخرى , و هذا ما حدث! , فوضحت لها أمي وضعنا الديني و اننا لا نصل لحد التزمّت , و وضّحت لها وجهة نظري في كشف الوجه , و انا صراحةً لا اعترض عليه , الاحاديث واضحة , و العُرف و عادة المجتمع عندنا في جدة يختلفان عن باقي المناطق في المملكة , لو انني مثلاً كنت في منطقة كلها نساء يغطين وجوههن , فلا داعي للفت الانتباه و مخالفة العرف السائد و السباحة ضد التيّار! , و لكننا في جدة , طالما أننا نسير مع تيّار المجتمع الوسطي فلا بأس , و هذا لا يعني ان تكشف وجهها بالمكياج الكامل مثلاً , هذا التصرف مرفوض بالطبع , ثم سألتها الم تخبريهم اني مشترك في شوتايم و انني أحب لينزي لوهان؟ , و يبدو انها لم تكن في مزاج يسمح بالمزح فلم ترد
كان صباح اليوم جميلاً , و حالتي النفسية كانت في أعلى مستوياتها , و كعادتي اثناء الطريق من وقوف السيارة حتى افتح الباب المكتب , احاول ان اهيئ نفسي ليوم جديد مليئ بالانجازات , و أبدأ في بناء الحاجز بين حياتي الخاصة و عملي , و احاول ولو جاهداً أن ارسم ابتسامة عريضة على وجهي اثناء دخولي , لأستقبل بها من عرفت و من لم أعرف أثناء إلقائي للسلام , أسوةً بالحبيب صلى الله عليه و سلم , الجديد اليوم اني كنت أدندن بحماس ـ( معجبة مغرمة أنا بئا مش عايزه الا هوّااااااااا )ـ , و اتعمّد ان اطيل في كلمّة هوّااااااا لسبب لا أعلمه , ـ( نظرتو همستو بــ.... )ـ , و فجأه و في منتصف الكوبليه ظهر في وجهي المدير آوت اوف نو ويير , بلعت المتبقي من الحروف و ألقيت عليه السلام بوجه من سبعة ألوان مع ابتسامتي التي اصبحت مع تأثير الخجل بلهاء فعلاً , و قال بلهجته الإماراتية المميزة , براهيم شلونك ـ(بدون ألف)ـ , السبت الياي عندك تريننج بالرياظ -(بالظاء)ـ لمدة اسبوعين , يهّز روحك و زهّب اوراقك , و دبرّلك فلايت ريزيرفيشن اليوم , و الأسّايمنتس و الشغلات مالتك هاند ذيم أوفر لزميلك , و كعادته لم ينتظر الرد , و عاد و اختفى فجأة كما ظهر فجأة , و ابتسامتي لا تزال محافظة على رونقها و بلاهتها , قبل ان افكّر في الورطة التي وقعت فيها , لا أحب ان أترك شيئاً معلقاً لم أتممه , فأكملت مقطع الاغنية -( بـــــتحرّك ئلبي جوّااااااااااااااااااااااااا )ـ , ثم بدأت افكر في الخطة التي اُحبطت مع أهل الحسناء
إنتظرت حتى موعد استيقاظ الماما من النوم و اتصلت عليها و ابلغتها بالخبر , قالت ستحاول ان تتصل عليهم ليعجّلوا موعد اللقاء ليصبح هذا الوييك إند بدلاً من المقبل , اتصلت عليهم بالفعل بعد صلاة العشاء و حاولت تعجيل الموعد , و قالت انني مسافر عصر يوم الجمعة القادم إذا امكن ان نعجل اللقاء , تقول امي انها تحججت قليلاً و انه قد يكون صعباً , و اخبرتها أمي أن الموضوع لن يأخذ ساعة , فلتحاول ما بوسعها , قالت انها سترد لنا خبراً بإذن الله , و نحن في إنتظار إتصالها , قلت لأمي ما رأيك بالآتي , اذا اعتذرت مجدداً , حاولي ان تفهميها بأنه من الظاهر انه لا نصيب لنا ببعض , و قولي لها بلطف , أن الخيرة فيما اختاره الله , قالت و هو كذلك
Tuesday, February 21, 2006
24- سائت مُستقراً و مُقاماً
Saturday, February 18, 2006
23- الثلاثاء القادم
Monday, February 13, 2006
22- النهاية؟
من أين أبدأ؟ , من بعد ما اعطيت امي الورقة التي تحتوي رقم هاتف منزل ذات الوشاح الأبيض , لا هناك ما هو أهم , ام ابدأ بوصف شعوري منذ أرق ليلة الأمس و حتى الساعة العاشرة من مساء هذا اليوم , و من يهتم بأرقي و مشاعري قبل النوم , ليس هذا المهم , هل أسرد الاحداث بالتفصيل أم بإختصار؟ , هل اسرد الحوارات ام اكتفي بتلخيص ما دار فيه؟ , لااا لاااا التفاصيل ليست مهمة أيضاً , ساعة يدي الآن تشير الى الحادية عشرة مساءً و تسعة و ثلاثون دقيقة , باقي واحد و عشرون دقيقة على المهلة التي وضعتها لنفسي لأضع حداً للقصة , مما يعني نهاية هذه المدوّنة , و أيضاً كل ما سبق ليس بمهم
في البداية , ما هي الصدفة الجديدة التي لاحظتها ليلة أمس اثناء أرقي؟ , لتنضم الى مسلسل الصدف الغريبة التي مرت بي اثناء الأحداث , انا متأكد لو اني كاتب روائي او كاتب قصص قصيرة لأتهمت بالمبالغة , كل هذه الصدف مكانها الملائم هو مسلسل مكسيكي عُرض في نهاية التسعينات من هذا القرن , في رحلة بحث أليخاندرو عن ميريندا , ولكن هذا ما حدث , و ما على المدوّن غير البلاغ , الصدفة انه بنهاية هذا اليوم يصادف بداية يوم الفالنتاين , إكتشاف أدى إلى أرق حتى ساعات الفجر الأولى , غداً سيتحدد , هل سأقضي هذا اليوم وحيداً , ام على الاقل ستكون هناك من أأمل الإرتباط بها؟ , و على الرغم اني لا اقيم لهذا اليوم وزناً , ولا يساوي عندي جناح بعوضة , ولكن تظل الاجواء المحيطة و أحاديث الناس و القنوات الفضائية كلها مصبوغة باللون الأحمر