12- ولا تقل لهما أفٍ

ساد الهدوء , لا اخبار جديدة جيدة , ولا سيئة , لا مفرحة ولا محبطة , لم اتحمل هذا السكون , اتصلت على محمد المعقب باستحياء , لم اتعود ان يكون منظري امام الناس هكذا , العاشق الولهان الذي يبحث عن الحب الضائع , الحق يقال انه ليس بحب ضائع , فتاة اعجبتني و ابحث عنها , لم اكن رومانسياً في يوم من الايام , و لست برومانسي الآن ايضاً ! , الموضوع ابسط و اكثر سذاجة من ذلك , سألته هل من جديد يا محمد؟ , بشرّني بشرّك الله بالخير , و كانت الاجابة بلا , في انتظار عودة الموظفين ليكمل البحث

.................

خلافاً للمتوقع , اتصلت أمي على الناس الطيبين في الظهر , تمام الواحدة , مع اننا اتفقنا مسبقاً على أن الوقت الملائم عادة ً بين الخامسة و النصف الى التاسعة و النصف مساءً , خرجت الماما عن العادة بسبب ان مساء امس كان لديها في البيت ضيوف من اقاربها , اختصاراً للموضوع , تم الاتفاق مع ام المملوحة على يوم الثلاثاء القادم لتزورهم امي في البيت , و تقابل المملوحة و اهلها لتأخد الفرست إمبرشن و تنقله لي

.................

لمن لا يعلم عاداتنا , الخطوبة عندنا تتم على عدة خطوات

1- اذا لم تكن الام تعرفهم , تسمع عنهم عن طريق ناس يسعون للخير , أو تشاهدها في زواج او مسجد او خلافه
2- السؤال عنهم من عدة اطراف
3- الاتصال بهم و اعطائهم فرصة للسؤال من جانبهم
4- الزيارة الأولى , زيارة قصيرة تقوم بها الأم و الأخت مثلاً , تكون نسائية في العادة
5- الزيارة الثانية , الأم و العريس , و تسمى الشوفه , يجلس مع عروسته و أبوها
6- الزيارة الرسمية , يزور أبو العريس مع كبار العائلة أبو العروسة و كبار عائلتها و تتم الخطبة رسيماً

بغض النظر عن رضاي و موافقتي او غضبي و استيائي من الخطوات السابقة , ليس هذا موضوع النقاش , و لكن هكذا الحال لدينا

.................

جرى هذا الاتصال بيني و بين ست الحبايب ليلة الأمس الساعة السادسة مساءً

أنا: اهلاً يا ماما
ماما: اهلاً بيك ياخويا , حزّر شفت مين؟
أنا: مين؟؟
ماما: اول شي قلّي , اتغديت؟
أنا: سيبك من الغدا دحين خلينا في اللي شفتيها
ماما: يا ولدي اكلت ولا لأ؟ , ما نزلتلك زمزم (الشغالة) الغدا؟ اكلّملك هيا؟ عندنا ملوخية باللحمة حقت العيد
أنا: يا ستي الأكل ملحوق عليه , مين؟
ماما: أخليها تنزلك شي تشربة؟ تبغى عصير ولا لبن؟ , و في فاكهة , و قالت بحزم ترى لازم تاكل فاكهة يا ولد

أنا: ماااااااااااااااماااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ماما: ولااااااااا تقل لهما أفٍ يا ولد
أنا: أفٍ
ماما: قلّة أدب , المهم كنت مع ام فارس (ام فارس بالمناسبة هي التي دلتنا عليهم) , و عندها صورة للمملوحة , متصورة مع بناتها و ورّتني هيّا
أنا: طيب و كيف؟
ماما: لا ماشالله عليها , حليوه و قليّله زي ما تبغاها
أنا: كان جبتي الصورة الله يهديكي اتفرج
ماما: راح اقلها تنزلّك رز و عيش لا تقول لأ ؟
أنا: اقلها ابغى اشوف الصورة تقلي رز و عيش
ماما: تبغى حلى؟ في جاتوه زايد من بعد الاوادم أمس , فضلة خيرهم
أنا: طيب طيب خلاص فهمت ما ابغى اتفرج , ولا ابغى حلى , الله يقدم اللي فيه الخير

على افتراض ان أمي زارتهم الثلثاء , سأوصّيها ان تؤخر موعد زيارتي لهم , لمدة اسبوع مثلاً , حتى يكون لي وقت اطول للبحث

...................

و للحديث بقية