18- سبحان الله

بدأت كفة الحسناء ترجح في ميزاني , على الرغم اني لم أرها بعد , ولكن يغمرني احساس غريب بالإطمئنان , سبحان الله , ربما بسبب توالي الأخبار الطيبة عنهم , على الرغم من ذلك لا زلت اشعر بتأنيب من ضميري عديم الاحساس , لاني ابحث عن فتاة و أفكر في خطبة أخرى , و من وقاحتي بدأت أطلق عليهم الألقاب , فهذه ذات الوشاح الأبيض و الأخرى الحسناء التي سبقتها المملوحة , يا للسخافة , اتمنى ان ينتهي هذا الموضوع سريعاً , على الرغم من ذلك , هناك صدفتان غريبتان حدثتا لصالح ذات الوشاح الأبيض , سبحان مدبّر الأمور

...............

دار نقاش حامي الوطيس بيني و بين امي (بالمناسبة ما هو الوطيس؟) , بينما نحن نمارس شعائر رياضتنا اليومية , المشي , لا يحلو لي النقاش عن هذه الأمور إلا في الممشى , اهم ما يميّزه سهولة الهرب اذا احسست بضربة وشيكة من أمي اذا استفزيتها زيادة عن اللزوم , أو قرصة في مكان افضل ان لا يراني احد اقرص فيه , و من عيوبه انها اذا تمكنت مني فسيكون ذلك على مرأى الناظرين ـ(المقطع السابق مزحة)ـ

...............

اختصاراً للموضوع , دار النقاش حول موضوعين , الأول كان هل سأتمكن من محادثة الحسناء هاتفياً اثناء فترة الخطوبة! , أي قبل الملكة و عقد القرآن , على الرغم انها ليست من عادات عائلتنا , و لكن بدأ هذا الموضوع ينتشر بين الناس في جدة , خصوصاً أنه لم تعد للعادات تلك القدسية التي تحيط بها كما كان الحال بالسابق , قليل من الوعي و بعض الثقافة اثبتا ان ليس بشرط ان يكون كل قديم صحيح , فترة نصف الساعة او الساعة التي سأراها فيها لن تكون كافية بالطبع لتبادل اي حديث جدّي , و حتى غير جدّي , جربتها مسبقاً حين رأيت فتاة كانت على قائمة النومينيز لدى أمي , عندما حاولت التحدث بجدية احسست اني لا اطاق , وحين حاولت ان امزح بدت تصرفاتي بلهاء بشهادة الجميع , التزمت الصمت , و أتحدث حين يطلب مني , و أرد على قدر السؤال , عموماً قالت امي انها لن تطلب منهم ذلك الطلب , ربما تعطي صورة سيئة عنا , قلت افتحي السيرة او حاولي ان تلمّحي و اذا وافقت كان بها , و اذا لم توافق فلا بأس

...............

و الموضوع الثاني حين اخبرت امي بموضوع الثالث عشر من فبراير , و أنه موعد نهاية البحث , و كانت مستاءه من فكرة البحث اساساً , و كانت حجّتها ان الموضوع بدأ يأخذ طابع رسمي مع اهل الحسناء , و لا يعجبها اسلوب اللعب على الحبلين , و انها لا تستطيع ان تؤجل زيارتها لهم لمدة اسبوعين , لم اخبر امي بموضوع القرارات التي اتخذتها بالطبع ولكن قلت لها لدينا وقت , اذا ذهبنا لزيارتهم الاسبوع القادم , سنخبرهم اني احتاج اسبوعاً للتفكير , وافقت على مضض

...............

إذن أين الصُدف التي في صالح ذات الوشاح الأبيض؟ , سبحان الله , اتصلت امي على ام الحسناء لتحدد موعد الزيارة , قالت لها ان الوقت مبكر الآن , لأنها لا تزال في منتصف فترة الامتحانات , مع ان معظم الجامعات و المدارس انتهوا من اختباراتهم , إتضح انها تدرس في الجامعة العربية المفتوحة! , لديهم نظامهم الخاص في الامتحانات في مواعد مختلفة عن المتعارف عليه بين المؤسسات التعليمية الأخرى , و تكمن الصدفة ان اخر اختبار لها هو يوم الإثنين الثالث عشر من فبراير!!!!!! , سبحان الله

...............

و الصدفة الأخرى أنه و بدون اي تلميح من أمي قالت ام الحسناء , انها تفضل بعد ان اراها و يتم القبول المبدئي ان اتكلم مع الحسناء لاحقاً في الهاتف , لأن فترة النصف ساعة التي سنجلسها سوياً قد لا تكون كافية للحديث , تقول امها انها قالتها بالنص كما قلناها يوم المشي , سبحان الله!!!

...............

السؤال هنا , هل حقاً تعتبر هذه الصدفة في صالح ذات الوشاح الأبيض؟ , اثناء كتابة الموضوع تغيرت وجهة نظري تماماً , و بدأت اميل للإعتقاد أنه في صالح الحسناء , ربما اراد الله ان اذهب لأراها و انا لا ابحث عن غيرها , قد يكون لذلك الموضوع تأثير على قراري بشكل أو بآخر , الايام القادمة كفيلة بالرد على السؤال

...............

و للحديث بقية