.:. رحلة البحث ... عنها .:.

Sunday, February 05, 2006

19- يومٌ سيئ


دعيت مساء الخميس الماضي الى منزل عمي الكبير , قلّما تحدث لدينا مثل هذه العزائم و بمثل هذا العدد من الناس , في الحقيقة لا ارتاح في مثل هذه المناسبات , زحام و صراخ اطفال , كما يبدع الشيّاب في استخفاف دمهم و التعليق على امور لا ناقة لهم بها ولا جمل , و نضطر نحن معشر الشباب الى المجاملة بالابتسام و بالتعليق احياناً , و اذا لم يكن الشايب من المقربين للعائلة قد نرد عليه الصاع صاعين
..............
كانت هناك عوامل اخرى جعلت ذلك اليوم يوماً سيئاً , على سبيل المثال كانت جدة مغطاه بالغبار في ذلك اليوم , ضيقة في الصدر معنوية و حسيّه , و بدأت اسياخ الكباب و الشيش طاووق تأخذ طريقها فوق الفحم و بكميات هائلة , اصبحت الرؤية شبه معدومة , و ازداد الشعور بالكتمة و الضيق , و مثال آخر , الجلسات الأرضية , ااااه كم اكرهها , لم و لن اتعود عليها اطلاقاً , و الطامة الكبرى , كل خمسة دقائق يأتي ضيف جديد , و يقوم المجلس كله و ننتظر الى ان يصل الينا الدور في السلام , لو كنا على كراسي لما تذمرت , الوقوف منها سهل , و لكن من ادنى الارض الى اقصى ارتفاع , صحيح اني في ريعان الشباب الحمدلله بس والله متعبه , و تبدأ القبلات التي اكرهها هي الاخرى , و يختلف عدد القبلات بالمناسبة من ثقافة الى اخرى , الاحصائيات تقول ان الغالب لدينا ثلاثة على اليمين و ثلاثة على الشمال , و هناك اقوال اخرى ترجح انها واحده على اليمين و ثلاثة على الشمال , السنّة النبوية هي المصافحة يا مقرفين
..............
المصيبة ان معظم الحاضرين يعلمون بشكل او بآخر اني ابحث عن عروسة , فمعظمهم قد سألناهم مسبقاً عن فلانة او علانة , او وصيناهم بأن يسألوا لنا عن احداهن , بالاضافة و كما ذكرت في تدوين سابق , ان لعائلتي طبع سيئ , الا و هو عدم كتمان الأمور , و طبعاً الذي يعلم قال للذي لا يعلم , و الحاضر اعلم الغائب , و احد الاطفال سمع الموضوع صدفه , فنقله بدورة لبقية الاطفال , طبعاً انا اتحدث عن قسم الرجال , لا اريد ان اتخيل ما كان يحدث عند النساء
..............
اكره ان اكون محط الأنظار , و حلاً لهذا الموضوع فقد جرت العادة في مثل هذه الاجتماعات ان الشباب يجاملون صاحب الدعوة لنصف ساعة , ثم نخرج و نقف في الشارع , يدخن من اراد التدخين , ولست منهم , يطوّل لسانه من اراد تطويل لسانة , و انا منهم , ننفـّس عن ما اصابنا بالداخل
..............
ذكرت ما سبق لأرسم الصورة الكاملة للمكان و الزمان و الحالة الجوية و النفسيّة التي كنت عليها في ذلك الوقت
..............
اثناء مزاولة رياضة الوقوف و الجلوس لتبادل القبل , كان من ضمن الواصلين , السيد المحترم احمد المعقب , شيخ المعقبين قاطبة ً, يكون بالطبع والد محمد المعقب الذي اتحدث عنه منذ بداية التدوين , فضلت ان اتحدث لولده لا له رغبة بالستر , لاني اعلم ان لسانه مفلوت و ان كل العائلة ستدري خصوصاً ان كل العائلة تقريباً تتعامل معه , قلت في نفسي أخ , الله يستر , اتمنى ان لا يأتي على ذكر الموضوع , فعلاً مو وقته , انا اذكر انني وصّيت ابنه محمد ان يتكتّم على الموضوع و ان يجعله بيننا و اننا شباب زي بعض و الى اخره من الكلام الذي يدل على ان لااااااااا يخبر احداً
..............
اكاد اقسم اني رأيت ابتسامته الساخرة منذ دخولة من باب المنزل , يسلم على الناس واحداً تلو الآخر , ولكن نظراته كانت مصوبه نحوي , و عمي الكبير عن يميني , و ابي عن شمالي , الله اكبر , لو فتح فمه عن الموضوع سيكون بدون منازع اكثر المواقف احراجاً لي في حياتي , قد ينتشر الخبر و اُعرف في العائلة بالمراهق الذي اعجب بفتاه في السوق و ظل يبحث عنها لعدة اشهر , لا يهمني رأي احد ٍ طبعاً , ولكن لن ينتقل الخبر بهذه الطريقة , بالتأكيد ستضاف بعض البهارات الكلامية , دقات قلبي تزيد مع اقترابه , حسناً لا بد ان افكر بطريقة ما تخلصني من الموقف , لو بدأ يتكلم عن الموضوع سأضربه و اهرب , يقال ان الجري نص الجدعنه , بالطبع فكرة غبية , لا بد من حل ٍ آخر , أأرتعش و اقول كلمات شهرمااااااااان و شرحبوس الأزرق ثم اقول لا تأذوه لم يقصد , انصرفوا انصرفوا , و اعود كما كنت الى حالتي الطبيعية , انا على وش جواز , ليس بوقت ملائم لمسرحية العفاريت , وجدت ان اضعف الايمان ان أدعي اني اغمى علي و اسقط بين الناس , فكرة غبية اخرى ولكن اذا تكفلت بإنقاذي فسوف أفعلها , سأجعلها آخر الحلول , يا رب سترك
..............
حين لامست يده يدي , و فعلاً كما توقعت , بدأ الخبيث بالكلام , قال ماشالله ولدي محمد حكّاني كلام عنك , يقول ..... , و هنا تذكرت , ما هو اكثر شيئ يحبه احمد المعقب , للاسف انه المال , يسعى له بشتى الوسائل دوماً , و هنا أتت الفكرة , قاطعته و قلت له , هل اعطاك محمد الـ7000 ريال؟ , فتح فمه وتدلى لسانه و اصبحت عيناه بهذا الشكل $ $ , و قال أي سبعة آلاف؟؟؟؟ , الواقع اني لا اعلم عن اي سبعة آلاف اتكلم و لكن اضطريت ان ارتجل , قلت له غريبة , انتهي من السلام على الرجاجيل و عد إليّ لنتحدث , قال حسناً حسناً و مضى بعيداً يسلم على الناس , و انا طبعاً في تلك اللحظه خرجت للشارع هرباً , و ظللت اتجنبه بعد ذلك حتى خرج , و اتوقع منه اتصالاً في الايام القادمة يسألني عن ال7000 ريال , وقتها سأتصرّف , المهم ان الله ستر عليّ , يا رب لك الحمد
..............
و للحديث بقية

6 Comments:

  • ههههههههههههههههههههههههه
    زين انك صرفت نفسك الله يعينك
    في انتظارك

    By Anonymous Anonymous, at 1:07 AM  

  • عليك اسلوب بسرد الاحداث يجنن ماشاء الله
    انا اندمجت حسيت نفسي معكم بالعزيمه
    :D
    احلى شي تصريفتك الله ما تجي على بال احد ما شاء الله

    By Blogger ii, at 5:03 AM  

  • رب كلمة قالت لصاحبها دعني

    أنت وهقت نفسك مع أحمد لأنه أول ما ياصل البيت يبي ينادي محمد و يسأله: "وش اللي بينك و بين ابراهيم؟". أدري ان اتخاذ القرار بسرعة أمر صعب، و لكن وش دراك ان الرجال يدري عن موضوعك مع محمد؟ يمكن كان يبي يقول: "ابني محمد يقول انك ما شاء على ابواب تخرج". و عندها يرتاح قلبك و ينتهي الموضوع

    و اذا اكتشفت ان الرجال يدري استعمل الخطة حقتك و يبي يسكت


    و الله يوفقك

    By Anonymous Anonymous, at 6:28 AM  


  • الملسون ~ se3loah ~
    باقي التصريفة الثانية اني اقنعه ان مافي شي اسمه 7000 ريال في الموضوع , يا ريتني قلت 70 ريال يسير حتى لو قال يبغاها ما راح تأثر في الميزانية




    feras
    انا واثق انه يدري , والله لو تشوف ابتسامته في هديك اللحظة , واااضح

    احمد شخصيته من الناس اللي لو يعرف معلومة , مستحيل يكتمها , لازم يوريك انه يدري , و يخلي اللي حولينكم يدروا انه يدري عن شي ما تبغى احد يدري عنه
    فهمت شي؟ :|

    By Blogger إبراهيم, at 2:38 PM  

  • تعبت وانا اقرى من البوست الأول

    بس صراحة فعلا مغامرتك مغامرة

    حلوة تصلح تحكيها للأحفاد

    ;P


    بالتوفيق

    By Blogger نون النساء, at 9:00 AM  

  • هههههه ممكن سؤال ثاني كم عمرك؟؟؟بس عشان اندمج اكثر مع تدوينتك من جددددد .....تحياتي لك جميل اسلوووبك ومشووق

    By Blogger رٍيـماآ, at 1:03 AM  

Post a Comment

<< Home