.:. رحلة البحث ... عنها .:.

Friday, July 08, 2011

40 - ما بعد النهاية



مرت خمس سنوات و شهرين على آخر تدوينة ..

استطعت ان احتفظ بالسر و لم يعلم عن المدونة احد! .. حسنا ربما شخص او اثنين


سعيد و انا ارى ان الزيارات و التعليقات لم تتوقف منذ ذلك الوقت


بقية القصة .. الى من يهمه الأمر!


تزوجت من فتاة أحلامي بالطبع .. و هي خيرٌ مما وصفت في التدوينة الأخيرة ..
رزقت منها طفلين .. يوسف و حمزة .. نور البيت و نور القلب .. لا حرمني الله من إبتسامتهم و شقاوتهم



لا أملك المزيد لأقوله .. أتشرف بإضافتكم لي على تويتر لمن أراد



لكم خالص تحياتي


Thursday, May 11, 2006

39- الــــنــــهــــايــــة

38- ليس للحديث بقية


لو أعطيت قلماً ـ( أو كيبورداً ! )ـ , و قيل لي اكتب , اكتب ما تريد , اكتب القصة الرومانسية التي تريدها لزواجك , اكتب التفاصيل , اكتب كل ما يطرأ على بالك , اكتب كل ما تحلم به , اكتب كيف تريد فتاة احلامك , صفها في دفترك الصغير , اكتب عن شكلها و اخلاقها , لون بشرتها , طريقة كلامها , صف صوتها , اكتب كم تبدو ظريفة و هي تنطق حرف العين , و بعد ان تنتهي , ضع الدفتر جانباً , و اغمض عينيك , و سيتحقق كل ما كتبته , ستعيش القصة التي اخترتها لنفسك , ستعيش التفاصيل التي عشتها في خيالك , ستتشكل فتاة احلامك كما وصفتها في دفترك , سيتحقق كل ما اردته بالتفصيل

------------------------

لو حدث لي هذا , لما تمكنت ان اعيش قصة اجمل من التي عشتها , و لما تمكنت ان اصف فتاة اجمل من التي تزوجتها , ولا اكثر تديناً و اخلاقاً , لا اعتقد ان عقلي الباطن قادر على ان يصل لهذا الحد من الخيال الجميل , بل كنت سأعتبر نفسي طماعاً لأنني أردت كل شيئ على اجمل ما يكون , فسبحان الذي يعطي بغير حساب , و سبحان الذي قال لنا في كتابه ـ( و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم , و عسى أن تحبوا شيئاً و هو شر لكم , و الله يعلم و أنتم لا تعملون )ـ البقرة-216


------------------------


بلى والله انك لتعلم و أنا لا أعلم

اللهم لك الحمد و الشكر بما يليق بجلال اسمك و عظيم سلطانك

اللهم اعنّي على ذكرك و شكرك على نعمك التي لا تعد ولا تحصى

اللهم كن لي سنداً لأكون زوجاً صالحاً و محباً


------------------------

لم تعد لي رغبة بالتدوين

يبدو اني فقدت الدافع بعد ان وجدتها

او انه لم يبق لدي ما أقول

شكراً لجميع من وقف معي اثناء تدوين الاحداث

شكراً على دعائكم المستمر

شكراً على نصائحكم و انتقاداتكم

------------------------

ليس للحديث بقية

Monday, May 01, 2006

37- الحالة الإجتماعية :: متزوّج


كنت اخشى هذا اليوم منذ الصغر , يوم احتفال عقد القران ـ(المــِــلكة)ـ , فلا احب ان اكون محط الأنظار , ولا احب ان اسمع التعليقات السخيفة من كبار السن , اتقبلها من اصدقائي بصدر شبه رحب , لاني اعلم اني سأرد لهم الصاع صاعين يوماً ما , ولكن اصدقاء ابي استاء من تعليقاتهم جداً , فلا سبيل للانتقام منهم

...............

على الرغم من بساطة الحفل و قلة عدد المعازيم , الا ان الترتيبات بدت و كأنها لن تنتهي , المسأله تتطلب مهارة ادارية من طراز عالي , لم اكتشف هذا الموضوع سوى مؤخراً بعد ان اكتشفت اني توليت مسؤولية تنظيم كل شيئ , تداركت الموضوع سريعاً و وزعت بعض المسؤوليات على اخي و بعضها على السائق و الاخر على امي حفظها الله

...............


عادة احتفال المــِــلكة لدينا في جدة ـ( و في الحجاز بشكل عام اعتقد)ـ ان يجتمع المقربون في منزل العريس , يقفون خلفه , و يقف كبار العائلة عن يمينه و شماله , و يقف الجسّيس امامهم وجهه لوجوههم

...............

الجسّيس: نسبة الى المجسّات , و هي مواويل طربية تشبة الموشّحات اشتهرت بها منطقة الحجاز , تغنى على المقامات الموسيقية المعروفة , تتطلب طبقة صوتية عالية و قدرة كبيرة على التحكم بالصوت و مخارج الحروف

...............


يبدأ الجسيس مواويله الذي يتغنى فيها بطيب اخلاق العريس و كرم عائلته و جماله و وجهة الذي اشرق نوراً و ضياءً , اذكر اني كنت التفت الى ابناء اعمامي الذين يقفون خلفي و سألتهم , متأكدين ان الأخ بيتكلم عني؟!!$!$!%؟

...............


ثم تكون الهجرة الكبرى , يركب الجميع سياراتهم و ينطلقون في موكب كبير الى منزل العروس , كانوا قديماً يقطعون المسافة مشياً على الاقدام لينتشر الخبر في الحيّ كله , و انطلقنا في موكب من عشرين سيارة تقريباً , فوجئت بأحد اصدقائي بسيارته امامي و نصفه الاعلى ظاهراً من سقف السيارة و هو ممسك بكاميرا الفيديو , كما انضم الى موكبنا اناس لا نعرفهم , ما شاء الله عليهم فرندلي بزيادة


...............


عند وصولنا منزلهم الذي يبعد خمسة دقائق , نعيد تنظيم انفسنا بنفس الترتيب السابق , و يتقدمنا الجسّيس ايضاً , و يبدأ هذه المرة بالتغنّي بأهل العروس , و امامنا يقف اهلها يتقدمهم كبار العائلة بنفس ترتيبنا , الى ان ينتهي الجسيس من مواويله


...............


عندما ذكر اسمي مع اسمها في احد الابيات , اقترب احد اصدقائي و قال بصوت منخفض و هو يخفي ابتسامة ماكرة , عرفت اسم المدام , خخخخخخخخ , لم اعرف بأي طريقة ارد , لم يكن وقت مناسب للنقاش , اكتفيت بأن اقول له بأني اعرف اسم امه , فطأطأ رأسه و توارى منسحباً


...............

دخلنا ساحة منزلهم التي امتلأت بالكراسي و الطاولات , و حضر المأذون بدفتره المشهور و جلس بيني و بين أبوها , و بدأ يكتب في دفتره , حينها اعترض أبي و سأل مازحاً , اين المنديل الذي يغطون به أياديهم؟ , ضحك المأذون و اجابه انا خريج جامعة الإمام و ليس جامعة الأزهر الشريف!؟


...............

طلب المأذون ان يكون اخو العروسة و خالها هم الشهود , لكي يذهبوا لها و يسمعوا منها شخصياً الموافقة على الزواج , اعجبت بحرصه , و انطلق الاثنان , و انتظرنا , دقيقة , خمس دقائق , عشر دقائق , اقتربت من المأذون و قلت له همساً , يبدو انها غير مقتنعه و هم يحاولون اقناعها؟!؟ , ممكن تمشيها بيني و بينك من غير موافقتها؟ , ضحك ولم يوافق , ولكن اتضح انها كانت في معمعة لبس الفستان و وضع اللمسات الاخيرة لذلك تأخرت


...............

و طلب المأذون من ابوها ان يقول الجملة المشهورة , زوجتك ابنتي على سنة الله و رسوله , فقالها , و التفت اليّ و قال قُل قبلت , تذكرت وصية امي المتجددة دوماً بأن لا استخف دمي في مواقف غير مناسبة , كنت اريد ان اقول آآي دو كما نشاهد في الأفلام ولكن تراجعت و قلت بجديّة قبلت , وقّع أبوها على الدفتر و وقعت

و اصبحت متزوجاً


...............


للحديث بقية

Thursday, April 27, 2006

36- حان الوقت



انا مستعد

سأنطلق الآن

:. اللهم يسّر لي أمري .:.

دعواتكم

.....................................

للحديث بقية

Wednesday, April 26, 2006

35- يوم الخميس


ماذا لديك يوم الخميس القادم؟ , سألتني امي , فقلت مثل الخميس الذي قبله , و الذي قبله , و الذي قبله , خارج مع الشباب , قالت اتصل اعتذرلهم , يوم الإثنين الجاي قراية الفاتحة , و الخميس الجاي الملكة و كتب الكتاب , اغلقت الباب و خرجت بكل هدوء من الغرفة

..........

ـ(الـــمــِـــلــْــــــكــــــــة بكسر الميم و تسكين اللام : حفل عقد القرآن , حيث يتجمع أهل العريس في منزله , ثم يذهبون سوياً الى منزل أهل العروس و تتم كتابة عقد الزواج الشرعي و دفع المهر )ـ

..........

اغلقت الماما الباب و هي تعلم أني سأقفز من سريري و أجري خلفها راكضاً , و طبعاً فعلت , ماهذا يا أماه؟ , الخميس؟ , متأكده؟

..........

الموضوع بإختصار كالآتي , اقترحت حماتي ـ(لابد أن اعتاد على هذه الكلمة من الآن فصاعداً)ـ , إمّا ان نـُعجل بالملكة او أن نؤخرها للصيف , بسبب مواعيد الاختبارات , و بما ان خير البر عاجله , فأختارت امي ان نقدم الموعد , و هو الاختيار الصحيح في رأيي

..........

سبحان الله قبل اسبوع من الآن لم اكن اتصور اني سأصبح متزوجاً الأسبوع القادم! , من كان ليصدق؟

..........

منذ ذلك اليوم الأربعاء الى وقت كتابة هذه السطور , و انا اخرج من المنزل صباحاً الى الدوام في السابعه و النصف , و انتهي في الساعة الخامسة , و اخرج بعدها الى الاسواق لتحضير التجهيزات , ولا اعود للمنزل الا في منتصف الليل , الوقت لم يكن في صالحي إطلاقاً

..........

العديد من الأحداث حدثت خلال الاسبوع الماضي , لم اعد اتذكرها ولم يكن عندي وقت كاف لأتمكن من تدوينها , ولكن اهم حدث كان الفحص الإلزامي قبل الزواج , لتنجب أمراض الدم الوراثية في المستقبل , تذكرت يوم الجمعة مساءً ان هناك فحصاً ما لابد ان يحدث , و انه قد يأخذ وقتاً , و بعد التقصي و البحث اتضح ان الفحص يأخذ على الأقل اسبوع لتظهر النتيجة , و بصيغة أخرى , إذا ذهبت صباح السبت , سأستلم النتيجة السبت الذي يليه , اي بعد الملكة بيومين , و لن يقبل المأذون ان يسجل العقد بدون هذا الفحص

..........

و بدأنا نركض من جديد , اتصلنا على اهلها لنبلغهم بالخبر السيئ , و اتفقنا ان نذهب لمستشفى الولادة صباحاً حيث يتم الفحص , أكدنا على اهلها ان يكونو هناك مبكرين , فهم يجرون خمسين فحصاً يومياً فقط و يتوقفون , قلنا نجرب حظنا معهم ربما سيتفهموا ظروفنا , و تظهر النتيجة مبكراً , من المعروف عن السعوديين التخطيط في اللحظات الأخيرة , فربما سنجد شخصاً متعاوناً و متفهماً في إدارة حكومية , صعب ولكن ربما

..........

ذهبت في تمام الثامنة , اكدت لي الموظفة المختصة أن النتيجة ستنتهي الأربعاء بشرط ان نجري الفحص كلينا اليوم , و بالفعل انتهيت من الاجراءات بسرعة , لكن عند خروجي , كان المختبر قد اكتفى بالخمسين شخصاً , و اغلقو الباب خلفي , حسبي الله و نعم الوكيل , اتصلت على امي لتتصل عليهم و تستعجلهم , ولكنها رفضت ان تتصل عليهم في هذا الوقت , و قالت لعله خير

..........

طبعاً غضبت و حزنت و تنرفزت , واقول لماذا لم يأتوا و لماذا لم يتصلوا , و ماهذا الاستهتار , و اتضح في النهاية اني انا المستهتر , حيث حضرت خطيبتي ـ(لابد ان اعتاد على هذا المصطلح الذي لن يدوم طويلاً)ـ , حضرت هي و ابوها في السابعة و انتهت من الفحص مبكراً , و طبعاً حدثت مشكلة أخرى و هي ان معاملتي اصبحت على ملف و هي على ملف مستقل آخر , و إياكم و اللخبطة في الدوائر الحكومية , بإختصار و بدون تفاصيل تدخلت العناية الإلهية مجدداً , كان لهم قريبة تعمل في المستشفى , تكفلت بتعديل وضع الملف , بل و انتهى الفحص اليوم الثلاثاء قبل موعده بفضل واسطتها جزاها الله عنّا خيراً , و ذهبت و استلمته , و نتيجة التوافق ايجابية و الحمدلله

..........


ذهابنا لمنزلهم لقراءة الفاتحة و أحداث تجهيزات الملكة تحتاج لعدة حلقات مستقلة , ربما لن اتمكن من ذكرها , ولكن بإختصار الخلافات كانت شديدة جداً بيني و بين امي حول موضوع التجهيزات , لم نصل لهذا الحد من الخلاف منذ ان كنت طفلاً صغيراً عنيداً , يبدو ان الشيئ الوحيد الذي تغير اني اصبحت طفلاً كبيراً عنيداً

..........

من ناحية المبدأ ارفض انا الاسراف في الامور التافهة , سواء بنقودي ام بنقود غيري , اما هي فكانت تهتم أكثر بكلام الناس و ماذا سيقولون لو لم نفعل كذا و كذا , محاولات الاقناع بالمنطق فشلت , و بدأ العناد , أنا اهدد بأني لن اتزوج أبداً , و هي تهدد بسلاح قوي جداً , تهدد برضاها عليّ , لم تنتصر ولم انتصر , وصلنا لحلول وسط , و عقدنا هدنة , و انتهت بصلح , و النتيجة كانت مرضية جداً

..........

ـ( أرجوا من جميع القراء كتابة تعليق بمتوسط مبلغ المهر في المجتمع المحيط بهم , مع ذكر الدولة و المدينة)ـ

..........

و للحديث بقية

Saturday, April 22, 2006

34- عملة نادرة



طربق طربق طربق طربق , صوت وقع خطواتها على رخام صالة الجلوس , مع الصمت السائد و التوتر الشديد , بدا الصوت عالياً جداً , أقسم اني اكتب الآن و قلبي يدق كما كان يدق تلك اللحظة من رهبة الموقف , طأطأت رأسي خجلاً , فسمعت صوتها يقول السلام عليكم , في تلك اللحظة توقف الزمن

....................

مجموعة كبيرة من الافكار اجتاحتني فجأه , سأقول كذا , لا بل سأقول كذا , سأبدأ بسؤالها عن كذا , لالا , ماما اوصتني بعدم استخفاف دمي , ولكن لو قلت كذا سأبدو جادّاً و مملاً , ربما لن تعجبني فلم اهتم برأيها في؟ , و لكن على افتراض اني اعجبت بها , فماذا سنسمي أول ولد؟ , ما دخل الاولاد الآن؟ , و من قال اني اريد ولد , اريد بنتاً , ابرااااااهييييييييم رررررررككككزززززززززز

....................


كل هذه الافكار و غيرها الكثير اجتاحتني قبل ان اراها , استجمعت قواي , و رفعت رأسي , و رأيتها , و اول ردة فعل كانت عبيطة جداً , قلت واااو , فأنا لا اعرف ان كنت قلتها بلساني فعلاً ام انني قلتها في نفسي , و لكنني قلتها

....................

رددت السلام و الخجل يكاد يقتلني , تذكرت نصيحة صديق بأن أكسر جمود اللقاء بإستخفافة دم سريعة , حتى لو بدا دمي ثقيلاً ولكنه مفيد ليكسر حدة اول لقاء , اعرف شخصاً بعد السلام سأل خطيبته , ما رأيك و بصراحة في تعدد الزوجات؟؟؟ , و لكنني لن اقول شيئاً مستهلكاً , اريد شيئاً من ابتكاري , فقلت اول ما طرأ على بالي , قلت لها , ترى وحده منكم لازم تغيّر إسمها؟!؟!؟ , اقصدها هي و أختي , حيث انهما يتشاركان في الإسم , و كما ذكرت في تدوين سابق , اني مستاء جداً من هذا الموضوع

....................

ضحكت بخجل و لم تعلّق , مبدئياً اقتنعت بشكلها اقتناع اقرب للرضى , حان الان وقت معرفة طريقة تفكيرها , و اسلوب تفكيرها , علمت مسبقاً انها ملتزمة , كنت قلقاً من مدى التزامها , و في نفس الوقت لابد ان تعرف مدى التزامي , و طريقة تفكيري , لتتخذ قرارها , هل تريد الارتباط بإنسان بدرجة التزامي أم لا

....................

بدأت اسألها عن حالها و احوالها , و اين تدرس , أسئلة روتينية الغرض منها اطلاق اللسان , و نجحت الخطة , بدأنا نتحدث , او بالاحرى , بدأت هي تتحدث , ما شاء الله , يالها من متحدثة , و ياله من عقل , و يالها من حكمة , اخذت تسألني و تحاورني , يبدو انها كانت مستعدة مسبقاً بأسئلة عليها القيمة , على سبيل المثال قالت لي , كيف تحب ان تكون شخصية المرأة التي سترتبط بها؟ , ماهي اهم خصال فتاة احلامك؟ , ماهو طموحك للمستقبل؟ , اين ترى نفسك بعد خمسة سنوات؟ , صراحة صدمت , انا الذي كنت اسألها عن المدرسة و المديرة و الطبيخ , انسانة بمثل هذا التفكير لابد من نقاشها نقاش جدي و عميق

....................

اكثر شيئ كان يقلقني , هو اني اريد ان اوصل لها طبيعة شخصيتي على حقيقتها , و بدون كذب و اصطناع , لابد ان تعرف اني لست احسن الناس , في نفس الوقت لا اريدها ان تاخذ فكرة اني من اسوأ الناس , و اريدها ان تعرف ان علاقتي بديني و بربي جيدة و الحمدلله و لكنني في نفس الوقت لا اصنف كملتزم , باختصار اريد ان اوصل لها حقيقتي كاملة بدون رتوش و كماليات , انني انسان وسطي

....................

فأسألتها عن مدى التزامها , و من هو مثلها الأعلى كقدوة دينية , و دخلنا في نقاش ديني بسيط عن الأمور الأساسية , اوضحت لي انها لا تحب ان تشاهد التلفزيون , لا تعتقد انه حرام مثلاً او انها ترفضه في منزلها , ولكنها تفضل قراءة كتاب أو ان تشغل وقتها في شيئ مفيد , فقلت لها فوراً و بإبتسامة فيها معاني كثيرة , أنا مشترك في شوتايم , و متابع جيّد أيضاً , بدت خيبة الامل على وجه امي , فتدخلت سريعاً لإنقاذ الموقف و قالت بإنني متابع لقناة باراماونت كوميدي تشانل اكثر من غيرها , فرددت سريعاً بابتسامة اكبر , لا لا لا , أفلام أفلاااااااام


....................

تركتنا امي وحدنا , و استمر تبادل الاحاديث , و دخلنا في تفاصيل اكثر , اين تحب ان تسكن , ماهي وجهة نظرها في وجود عاملة في المنزل او سائق , اوضحت لها وجهة نظري بانني لا احب ان يكون عندي شخص غريب في المنزل , ولكن بشكل عام كل الامور قابلة للنقاش , لا مجال للدكتاتورية , فأنا قد اقتنع او اعترض على الفكرة او النظرية , ولكن وقت التطبيق قد اقتنع بالرأي الآخر اذا تناقشنا او اذا كانت الفكرة الأخرى هي الافضل في الوقت الحالي , و سألتني عن مستقبلها الدراسي , هل لدي تحفظات على موضوع عمل المرأه , قلت لها ان الاولية في وجهة نظري للدراسة , اتمنى ان تكمل حتى الدكتوراه لو ارادت , و لا يوجد لدي اي تحفظ على ان تعمل بالطبع , قلت لها نحن في 2006 , هل هناك من يعترض على مثل هذه الأمور؟ , بل سأكون أول من يصدر لها رخصة قيادة , و بحكم انها متدينة فلن اكون احرص منها على دينها , فلتعمل في اي مجال ترضاه لنفسها


....................

جلسنا سوياً ما يقارب الساعة الا ربع , تحدثنا عن الكثير الكثير , و الحمدلله , كل شيئ كان رائعاً , الراحة النفسية , و الانسجام , الاقتناع التام , بل و قليل من المشاعر , و ذهب كل منا في حال سبيله بعد ان احسسنا بتأخر الوقت , فأشرت لأمي بالموافقة , لم تصدق امي , فتحت عيناها دهشة , هزت رأسها و كأنها تسأل , هل انت متأكد؟ , هززت بقوة اكبر كدليل اني متأكد جداً , و جرت العادة ان العريس يلبس عروسته هدية بسيطة , إسورة مثلاً , كدليل على الرضى , اتفقت مع امي مسبقاً اني لن البسها اياها , المسأله تحتاج تدريب أو يد نسائية خبيرة في ربط الإسورة حول المعصم , بالاضافة ان الفتاة قد يكون لديها تحفظ بحكم التزامها , فأكتفيت بإشارة مني لتخرجها امي من حقيبتها و تلبستها إياها


....................

ودعنا بعضنا بالدعاء للآخر بالخير و التوفيق و السداد , اوصيتها بالدعاء و الاستخارة , و التفت خارجاً , فاستوقفتني و قالت , ما رأيك بي؟ , استغربت جرأة السؤال , فقلت ولا اعلم كيف جائتني الجرأه على الإجابة , قلت لن ابالغ لو قلت انك عملة نادرة في هذا الزمن , احمّر وجهها بشدة , و اختفت خلف احد الابواب بخطى سريعة


....................

في العادة يأتي الرد بموافقة الفتاة بعد يوم أو يومين على الاكثر , ظلت امي ممسكة بجهازها الجوال منتظرة الاتصال , و بالفعل , اتصلو في اليوم الثاني و اخبرونا بموافقة بنت صاحبه على الزواج من محدثكم , بل و قالوا لنا خبراً آخر , كان مفاجأة بالنسبة لنا , مفاجأة قوية جداً ـ( عجبني موضوع المسلسلات المكسيكية!


....................

للحديث بقية


Thursday, April 20, 2006

33- و كان اللقاء


نظرت للمرآة و تأملت اللمسات الأخيرة لهندامي , ثوب جديد لم ارتديه من قبل , حذائي يلمع بشكل جيد بعد ان امضيت وقتاً و انا ادعكه , قلم مونت بلانك قديم جداً , عدّلت وضعية شماغي السكّري و الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات , اللحية الخفيفية تبدو جيدة عليّ , قلت و انا احدث نفسي , يا سلام!؟ , إيش الحلاوة دي يواد!؟ , في محاولة مني لإعطاء ثقة مؤقته , نظرت للساعة , قاربت التاسعة مساءً , تباً مضى الوقت سريعاً , قلت بأعلى صوتي , ماااااااااااااامااااااااااعاعععععاااااااااااااا , يللا اتأخرنااااااااااااععععااااااااااا , اخرجت قنينة دهن العود الفاخرة من مخبأها , و وضعت نقطتين حول رقبتي , اكثر من نقطتين تسبب لي صداع شديد , و هذا ليس بيوم مناسب للصداع بالطبع

..................

قررت أن لا أرتب للحوار الذي سيتم بيني و بينها , سيبدو كلامي مصطنعاً , اعلم اني لست بمتحدث جيد , فلماذا احاول ان اظهر على غير حقيقتي , سألت امي و نحن في السيارة , هل انت متأكدة انك لا زلتي تتذكرين طريق منزلهم؟ , فقالت وه يا ولدي , لسا قبل يومين كنا عند الأوادم , اكـــيـــــــــد لسّه فاكرة , لا نحتاج سوى لثلاث دقائق للوصول لمنزلهم , فهم يسكنون الحيّ الذي بجانبنا , وصلنا الحي في دقيقة , و لزمنا ربع ساعة و امي تحاول ان تتذكر العنوان , ولم تتذكر , اتصلنا عليهم و ارسلوا لنا السائق ليأخذنا من رأس الشارع


..................

منزل كبير جداً , حديقة كبيرة مهملة , الباحة الأمامية غير مضاءة , انطباعات أولية سيئة , استقبلنا صاحب أبي عند باب المنزل بالترحاب , و هنا سألت نفسي , هل أسلم على رأسه؟؟ , ام اكتفي بالمصافحة و القبلات المعتادة يمنة و يسرة؟ , اممممم , انا اكره قبلات الخدود , ربما اذا سلمت على رأسه سيعفيني هذا منها؟؟ , ولكن فرضاً سلمت على رأسه ثم اعطاني خده لأقبلها؟ , ما هذه العادة السخيفة اصلاً , اليست السنة في المصافحة , متى بدأ الرجال يقبلون بعضهم؟ , قررت انه اذا كان يبدو أكبر من أبي سناً سأقبل رأسه , و إلا فلا , و كان يبدو أنه أصغر فأكتفيت بما حددته


..................

اذكر صديقاً لي ذهب ليخطب فتاة تسكن مدينة الطائف ـ(تبعد ساعتين عن جدة)ـ , فأخذ معه ثوب إضافي لكي يبدل الذي كان يرتديه اثناء القيادة , بهدف ان يقابلهم بثوب مكوي بطريقة جيدة , أحتراماً و تقديراً لهم , و فعلا توقف عند مدخل المدينة , و اختبأ خلف عباءة أمه , و بدل ثوب السفر بالثوب الجديد في الشارع , و وصل منزلهم و هو في أبهى حلّته , و قال و قد بدت على وجهه علامات الأسى و الحزن , دخلت رافع الرأس بكل ثقه , فإذا بأبوها يستقبلني وهو يرتدي ثوب النوم!!@#$%#!؟ , تذكرت اني يومها اقسمت لصديقي انه لو حدث لي هذا الموقف اني سأعود ادراجي , و لن اكلف نفسي حتى عناء إلقاء السلام , تذكرت هذا و انا اسلم على صاحب أبي الذي بدا في مظهر حسن و لله الحمد , و ان كانت غترته ليست مكوية بشكل جيد ولكن لا بأس , حكم السن


..................

جلسنا انا و ابوها تقريباً ثلث ساعة , نتبادل الاحاديث الرسمية الروتينية , يحاول جاهداً المسكين ان يبحث عن قصص ليحكيها , فقال انه درس مع ابي في الثانوية , و كانو سبعة طلاب في الفصل , و اخذ يعدد لي اسمائهم , كان يدرس معنا فلان و فلان , رحمهم الله , ثم جاء فلان و درس معنا ايضاً , رحمه الله , نجحنا السبعة كلنا , ولكن رسب واحد فينا , حينها قاطعته بإبتسامة لئيمة , هل هو أبي؟ , قال لأ لأ ليس ابوك , بدا على وجهي علامات الأسف , ثم عاد يكمل القصص عن اصدقائهم رحمهم الله , حتى جاء الفرج , و اتى صبي صغير يطل من جانب الباب و قال خلّو العريس يتفضل


..................

مغص التوتر زادت حدّته , استعنّا على الشقا بالله , تقدمني الفتى الصغير و هو يمشي حافياً الى درج يؤدي للدور العلوي , كان يقفز كل اربعة درجات بخطوة واحده , و انا ابتسم و اصطنع اللطف و انا في نفسي اتمنى ان اشده من شعره المنفوش ليمشي ببطء , حاولت ان اسرع ولكن العقال اخذ يتزحزح , تركت الولد يقفز و توقفت عن مرآه وجدتها في الطريق , رفعت العقال و اخذت اعيد تعديل وضعية الشماغ من جديد , يبدو اني تأخرت , عاد الصغير قائلاً , يللا يابو الشباب؟!؟


..................

لحقت الصغير ابو شعر منفوش الى صالة جلوسهم في الطابق الأعلى , فوجدت امي بأنتظاري وحيده , و هي تبتسم بحنان و تتأمل طفلها الذي سيصبح عريساً , اقتربت مني ثم ربتت بكفيها على خدودي بحنان بالغ و اقتربت مني , اعتقدت انها ستقبلني فأقتربت منها , فإذا بها تقترب من اذني و تقول , الله يعافيك يا ولدي , لا تستخف دمك بزيادة , ترى الاوادم راكزين و راسيين , قبلتها و مديت لها لساني


..................

قبل ان اقرر على أي كنبة سأجلس , اخذت نظرة سريعة على المكان , اريد ان اجلس في مكان استراتيجي , في بحيث تكون هي على يميني , عندي ايمان عميق بان جانب وجهي الأيمن افضل من الأيسر , و فعلاً اتخذت موقعاً لا بأس به , وغطيت بيدي بقعة صغيرة نقطت على ثوبي من عصير المانجو الذي شربته مع ابوها , حسناً انا الآن مستعد


..................


لمحت ظلها يتقدم عبر الأرضية الرخامية , قلبي ينبض بشدة , صوت كعبها العالي يصدر صدى في المجلس , لا اعلم كيف تحملت توتر تلك اللحظة
, و دخلت بنت صاحبه , و التقت عيناي بعيناها

..................


للحديث بقية

Sunday, April 16, 2006

32- أحلام العصافير

أنا لا أحلم , هل هي نعمة أو نقمة لا أعلم , ولأكون دقيقاً , ربما أحلم و أنسى , أعرف شخصاً عندما يغفو خمسة دقائق , يدّعي انه شاهد عدة أحلام! , و تبدأ الحكايات , رأيت بطريقاً يلعب معي سوني بلاي ستيشن3 , ثم خرجنا من الثلاجة , و جائني شيخ يرتدي تيشيرت الإتحاد و قال لي بأن طريقك مسدود مسدود مسدود , و يبدأ العبيط يبحث عن مفسّر أحلام , و يتوتر و يخاف , و يسأل كل من يراه عن معنى الحلم , لم يعد يسألني وجهة نظري في أحلامه منذ فترة طويلة , لأني أفسر له كل حلم يراه بأن أمامة سكة سفر ون واي الى أرض البلهاء , و هناك سيتزوج من فتاة بلهاء لينجب اطفالاً بلهاء و لن يخرج من هناك أبداً

...................

اتصلت الماما على أم بنت صاحبه لتحديد موعد لزيارة سعادتي لمنزلهم , و تم تحديد يوم الإثنين القادم ـ(غداً )ـ , و أخبرتها الأم ان ابنتها صلّت الإستخارة و رأت في منامها أن أمي تقول لها ـ( نحنا جايين , نحنا جايين )ـ , قالتها مرتان , للتأكيد ربما , فالظاهر انها اعتبرتها بشارة خير , ينتشر بين الناس هذا المفهوم , ان الانسان يصلّي الاستخارة و ينتظر حتى يرى شيئاً في منامه ليرشده للدرب الصحيح , معلوماتي الدينية المتواضعة تقول ان الانسان يصلّي الاستخارة , ثم يقدم على ما يرتاح اليه أو ما يراه مناسباً بدون ان ينتظر أي مؤشرات , و يتوكل على الله حق توكله

...................

عندما قالت لي الماما عن حلمها , ابتسمت بحماس و قلت لا إرادياً , يا ناس عليها , إيش الطعامة دي؟ , و اخذت انظر للسقف و ابتسم بتناحة , الى ان انتبهت لنظرات أمي فعدت لسابق عهدي , الغريب في الأمر , في نفس الليلة , حلمت أنا ايضاً!؟ , سبحان الله , ربما تأثرت بالموقف , و بحكم اني جديد على عالم الأحلام , فكان الحلم غبياً جداً , بدون مبالغة و بدون مجاملة , الحلم غبي , استحيت بالفعل ان احكية لأقرب المقربين مني , حتى لأمي

...................

حلمت بأنني ـ(خير اللهم اجعلو خير)ـ , اني جالس على كنبة صفراء مريحة جداً ولكن فيها بقعة مايونيز ـ(أول مظهر من مظاهر الغباء)ـ , لا اعلم من الذي كان يجلس أمامي , ولا اذكر الديكور ولا اذكر اي شيئ في الموضوغ غير ..... , غير اني كنت اغنّي بصوت عالي , و بنشاز شديد:
دوووووووونت كرااااااااااااي فوووووووور مي أرجنتيييييييييييتنا


...................

ـ( فوضت أمري اليك يا مالك الأمر

...................


أي عقل باطن هذا الذي أملكه؟ , انا لا اسمع اغاني غربية , ولا احب مادونا , ولم اشاهد فلم إيفيتا , ولا اذكر ان الأغنية هذه بالذات لفتت نظري او تفكيري بأي شكل من الأشكال , ربع قرن بدون أحلام , و هكذا تكون النهاية؟ , بماذا سأحلم غداً ؟ , بمقطع من فيديو كليب إيمينيم صوّر على شاطئ جيزان؟ , و أي شيخ هذا الذي سيصدقني أساساً ليفسر لي الحلم , تخيلت نفسي اتصل على أحد برامج تفسير الأحلام , و استأذن لأكلم الشيخ و اقص عليه ما رأيت , اقرب رد جاء لخيالي انه سيقول لي , أولاً , ربنا ما يحرمك من الهبل أبداً يا إبني , و سانياً , يبئا بلاش تتعشا و تنام على طول , و سالساً , تفسير حلمك كالآتي , كلمة مادونا تتكون من مقطعين , ما ضمير منفصل يدل على النفي التام و الشديد , و دونا تحريف كلمة دنيا , و بالتالي عندما نجمع بينهما نستدل أنك لن تتزوج في الحياة الدنيا ابداً , و المذيع يقول لي شكراً لإتصالك و أوعى نسمع صوتك في البرنامج تاني , و نسأل الله لعائلتك الصبر و السلوان

...................

عندما اتذكر اني سأذهب لأراها غداً , تباغتني نوبات مغص , يشبه مغص توتّر ما قبل الإختبار , الموضوع مخيف , كيف سيكون اللقاء , و ماذا سيحدث , و الاحراج و الخجل و الحياء , سيكون يوم غد يوماً سيئاً , اول قرار اتخذته بأن اضع قائمة بالمواضيع التي سأتحدث عنها لكي لا ارتبك و تضيع الأفكار , و هناك أمر آخر يحيّرني , هل أحلق ذقني لكي لا اعطي انطباع خاطئ عن مدى التزامي , أم اتركها , ولكن لا اريد ان اكون الا على طبيعتي , او أني أخففها فقط , غداً سأقرر

...................

اللهم يسّر لي أمري

...................

و للحديث بقية





Thursday, April 13, 2006

31- G. A. T.


كنت دائماً أردد انني اتمنى ان اعيش في مدينة صغيرة , او قرية في مكان ناء لا يعلمه احد , كنت احسد اهلها على حياتهم البسيطة , احسدهم على طيبتهم , احسدهم على معرفتهم ببعضهم البعض , احسدهم لأن لديهم متجر واحد للبضائع , بنشر واحد , مخبز واحد , مطعمين , مستوصف و صيدلية واحده بها طبيب واحد و ممرض واحد تعلم التمريض في هذه القرية حيث كان سابقاً يعمل كسائق شاحنة , احسدهم لأنهم يوقظون بعضهم لصلاة الفجر , احسدهم لأن الجار يسأل عن جاره السابع و الخمسون و ليس السابع فقط , احسدهم لانهم يشترون بضائعهم على الدفتر و يتحاسبون آخر الشهر , احسدهم لانهم يشربون حليبهم من اغنامهم , احسدهم لأن مصدر اخبارهم الاذاعة السعودية , و لمن لا يثق بالأخبار الحكومية يستمع الى اذاعة لندن , احسدهم على بساطة تفكيرهم حين يحسدوننا على حياة المدن الصاخبة!؟ , , احسدهم على الاحتفالات و الذبائح بمناسبة افتتاح مستوصف او مدرسة ابتدائية على بعد 30 كلم من قريتهم , و اكثر ما احسدهم عليه بساطة همومهم

..................

لا ينطبق هذا الكلام على مدينة جيزان حيث لم تعد مدينة صغيرة , اتحدث عن القرى المجاورة لها , أبو عريش و صبيا و الى آخره من سلسلة القرى المتناثرة عن يمينها و شمالها , حيث الاهمال الحكومي الواضح لهذه المناطق , حيث لا يصلهم سوى النزر القليل من كعكة الميزانية السنوية , و كأنها تعاقبهم على ذنب لم يقترفوه

..................

كنت اتمنى منذ وصلت جيزان ان اجتمع بأحد ابناء المنطقة , ليأخذني خلف كواليسها , لأرى الوجه الآخر الذي ليس بالضرورة ان يكون سيئاً , و وفقني الله للقاء قريب لزميلي في رحلة العمل إسمه عبدالله , اخذنا في جولة سياحية من الدرجة الاولى , اخذ يذكر لنا معلومات عن تاريخ المنطقة , و يرشدنا الى بيوت المشاهير من اهلها , لم اعرف منهم سوى هاشم عبده هاشم ـ(رئيس تحرير جريدة عكاظ)ـ , أشار لنا إلى بيت صغير مبني من حجر و قال انه ولد هنا , ثم بدأ زميلي بخبث يسأله عن أماكن بيع القات , ـ(القات : نبته مشهورة في جنوب الجزيرة العربية , يتم مضغها و امتصاص عصارتها , لا ادمان لها و لكن لها تأثير جسدي و ذهني , اختلف العلماء في حكم تعاطيها )ـ , و من عوائد اهل المنطقه انهم ينكرون انهم يتعاطون القات , و يبدأون بشكل تلقائي بالدعاء لهم بالهداية و يظهرون على وجوههم علامات التحسّر , و لكن مع الوقت و تبادل الاحاديث يبدو ان عبدالله ارتاح لنا , و انحرف بسيارته السيدريك موديل 85 فجأه الى حيّ مظلم يسمى بالباطنية , حيّ المشاكل كما يقول , ـ(يوجد حيّ بهذا الاسم في الرياض و جدة و القاهرة , و كلها احياء مشاكل!! )ـ , اخذت انوار الشوارع البرتقالية تختفي , كانت الساعة كانت الواحده فجراً , و اسودّت الدنيا , لا نرى الا بصيص انوار مصدرها من داخل المنازل الشعبية المبنية بشكل عشوائي , و قليل من ضوء القمر , سرنا حتى وصلنا قلب الحيّ , ولا يوجد مخلوق ولا آثار حركة , سكون تام , ثم قال فجأه , استعدوا لما سترونه , و انحرف بسيارته و دخل شارع صغير يكفي سيارة واحده , و كانوا هناك , ثلّة من الشباب , يبدو عليهم فعلاً انهم اعضاء عصابة , بينهم شخص يبدو انه زعيمهم اسمه إسكندر , احد اشهر المهربين , و بحسب وصف عبدالله , لدى إسكندر هذا افضل بضاعة

..................


الحقيقة اني خفت , بل كنت مرعوباً , كنت مطمئناً ان عبدالله قريب زميلي بالعمل , و لكن اطمئناني زال حين رأيت على وجه زميلي علامات الخوف و الارتباك , و تذكرت عندها قوله انه لم ير قريبه هذا من ثمانية سنين , تذكرت حينها ربي , و اخذت أقرأ و اتشهد , و تذكرت اني لم اصل العشاء , استغفرالله يا رب سامحني , اختبرت قوة إيماني و توكلي على الله , و للأسف رسبت في الامتحان

..................

فتح عبدالله زجاج نافذته و توقعت ان يقول لهم و هو يشير علينا , جبتلكم صيده , هع هع هع , ولكنه تبادل معهم كلمات ترحيب سريعه و رحبو به جميعاً بإسمه يبدو انهم يعرفونه , بل يعرفونه جيداً , و إكتفى إسكندر بإشارة بحاجبة , لزوم البرستيج و الهيبه , سألهم عن سعر الحزمه اليوم , فقالوا 150 ريال , عشانك والله يا عبّود , حيث انه سعره متغير حسب نشاط شرطة مكافحة التهريب , و حسب العرض و الطلب , ففي آخر الاسبوع أو ايام المباريات و الاحداث يرتفع سعره لأرتفاع الطلب , حيث يبلغ متوسط سعر حزمة القات بين 120 إلى 200 ريال تقريباً , و له انواع كثيره , و متوسط استهلاك الفرد يبلغ بين نصف حزمة الى حزمة كاملة في السهره , و للاسف سكان المنطقه يسهرون يومياً تقريباً , و يستهلك القات الرجال و النساء و بعض الاطفال على حد سواء , و يصرفون عليه تقريباً ثلث دخلهم الشهري , و يدّعون ان له تأثير أفضل من الفياجرا , و الرجال أفعال!!@#$!؟

..................


مضينا في حال سبيلنا و خرجنا من الحيّ المرعب , و عدنا الى الفندق بسلامة و لله الحمد , كنت ساعترض بشدة لو انه حاول ان يشتري منهم شيئاً , لا اريد ان يكون لي عند الحكومة ملف قضية اشتباه تعاطي قات , انا على وش جواز يا جماعه , برستيجي يا جدعان

..................

و على سيرة الزواج , نتائج زيارة أمي لمنزل بنت صاحبه يبدو انها تبشر بخير , على الرغم ان احد الصفتين التي اريدهما غير متوفره فيها , و لكنني لا زلت متفائل , بعد الكلام الذي سمعته عن طيبهم و طيب البنت و اخلاقها و كونها معروفة في الاوساط الدينية النسائية , حيث تنظم هي و صديقاتها لقائات دينية اسبوعية و محاضرات توعوية , و لها نشاطات خيرية تطوعيّه عديده , على الرغم من صغر سنها , مع ان هرومناتي الذكورية السعودية ضد ان تكون الفتاة اجتماعية زيادة عن اللزوم , و لكن بما انها تستغل قدراتها الاجتماعية في نشاطات خيرية فهي تستاهل التشجيع

..................


طلبت مني أمي رأيي النهائي , هل تقول لهم لا نصيب لانها ليست كما أريد , أم تأخذ منهم موعداً كي أذهب لرؤيتها؟ , فقلت لها توكلنا على الله , سأذهب لرؤيتها , و سنرى متى سيكون موعد اللقاء

..................


للحديث بقية


Sunday, April 09, 2006

30- ما إسمها؟


اكتب لكم هذه المرّة من مدينة جيزان , لم أتخيل يوماً اني سأزور ربوع بلادي و انا الذي كنت ضد السفر دائماً , كل شيئ هنا يبدو قديماً متهالكاً , البيوت مصممة بطرق و تصاميم قديمة , السيارات قديمة , الألوان قديمة , حتى الناس اشكالهم قدماء , ستايل الملابس قديم , لا يزال لديهم مطعم الديوان الذي انقرض عندنا منذ سنين , و الأسعار أيضاً قديمة , كأنها اسعار مدينة جدة قبل عشر سنين , الفنادق و المواصلات و خلافه , ولكن هناك آثار لمحاولات نهضة في المنطقة ولكنها لا تزال في بداياتها

..................

اتصلت ام بنت صاحبه على الماما يوم الأربعاء الماضي , و تم الاتفاق على يوم غدٍ الإثنين لذهابها إلى منزلهم , وحينها تذكرت الماما سؤالي المستمر عن اسم فارسة الأحلام الجديدة , و كانت دائماً تجيبني بأنها نسيت أن تسأل , و سألتها هذه المرّة , ايش اسم المحروسه ربنا يحميها؟

..................

لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

..................


لماذا؟ , لماذااااااااااا؟ , لا يوجد عندي اعتراض على اي اسم نسائي على كوكب الأرض , ميّ , عواطف , سماح , فوزية , آثار , نورة , نوف , سارة , منيرة , باكيهام , وضحه , كلها اسماء لا احبها , و على الرغم من ذلك لا امانع ان اتزوج بفتاة تحمل اي اسم منهم , سأقنع نفسي بأني سأحبه مع الوقت , او انني سأجد لها اسم دلع يغنيني عن ذكر اسمها

..................

ولكن ان يكون اسم الفتاة هو نفس إسم أختي!؟!؟ , فهذا واللهِ امر صعب ان اتقبله , على الرغم ان اسم اختي ليس من الاسماء المنتشرة , و لكن سبحان الله

..................

لو كانت على اسم امي مثلاً فلا مانع , لاني لا انادي امي بإسمها , بينما اختي اناديها بإسمها , الاسم متكرر كثيراً في البيت و خارج البيت , في العائلة و خارج العائلة , و الاهم , هو متكرر كثيراً جداً في عقلي الباطن , هذا الاسم لشخص واحد فقط , فكيف اقبل معه شريك فيه؟ , كيف سأدلعها , و ماذا سأدلعها , كيف سأطلق عليها اسماء مضحكة على وزن إسمها , كيف سأحرّف و أبدل حروف إسمها ليصبح اسماً جديداً مستفزاً كل مرة , و اناديها به عدة اشهر , كل تلك الاسامي و الحيل و الألاعيب مستهلكة , امضيت طفولتي كلها ابتكرها , هل سأعيد ما كنت افعله كل تلك السنين؟

..................

قد يبدو الموضوع تافهاً للبعض , و لكنني مستاء فعلاً , حتى انني قبل ذلك رفضت فتاة من ضمن المرشحات لهذا السبب , قبل ان نسأل عنها , عموماً لن نتراجع الآن , ستذهب الماما غداً , و سنرى ماذا يخبئ لنا القدر

..................

للحديث بقية



Sunday, April 02, 2006

29- بــِــنــّـتْ صـَـاحْــبــُــهْ


مضت تقريباً عشرة أيام منذ لقاء أبي بصاحبه على باب المسجد , ذكرت فيما سبق انني لم اعرف كيف وصل بهما الحوار حتى يتحدثوا عني , و ها قد عرفت الآن و ليتني لم اعرف

------------

كان صاحبه هذا بصحبة أحفاده اثناء خروجهم من المسجد , و لأبي سرٌ عجيب يجذب الأطفال , فيأتون راكضين إليه بدون سابق معرفة , فأخذ أبي يداعبهم و يلاعبهم , و اكتشفت سرّه لاحقاً , فهو يعطيهم ريموت السيارة و يعلمهم كيف يطلقون صوت نفير السيارة ـ(توقفت هنا لعشر دقائق تقريباً و انا ابحث عن معنى الكلمة بالفصحى , إضطريت لكتابة الكلمة بالانجليزية و اعطاني القاموس كلمة نفير! , يا للغتي الضحلة , عموماً , يتسائل الناس عن سر إلتفاف اطفال المسجد بعد أي صلاة حول أبي دوماً , و سرعان ما يزول تسائلهم حين يسمعون صوت نفير السيارة ينطلق بكل غضب , و الاطفال يضحكون سعداء , يبدو الضيق أحياناً على بعض المصلين , و لكن ربما ضحك الاطفال و سعادتهم تنسيهم ضيقهم , و هو لا يبالي بهم على أي حال

------------

اثناء لعب الاطفال بالريموت سأله صاحبه , و ماذا عنك , أين احفادك؟!؟

------------

شعرت بالحزن عندما اخبرتني امي بما حدث بينهما , فأبي ترتيبه الثاني بين أعمامي , و الوحيد الذي ليس له أحفاد بعد , و اردفت امي قائلة بنبرة حزينة , أبوك يتمنى ان يرى احفاده فعلاً , اعتقد ان كل خططي لتأخير انجاب الاطفال حتى نعيش حياتنا انا و زوجة المستقبل قد نـُـسفت نسفاً بعد سماعي لهذا الكلام

------------

بعد هذا السؤال اخبره والدي انه يبحث حالياً عن زوجة لأبنه , و حينها اخبره صاحبه عن إبنته , و جرى ما ذكرته في التدوين السابق

------------

على الرغم من ان ابي يعرف صاحبه هذا من سنين طويلة , و هو أيضاً يحتل مكانة دينية مرموقة , و بحسب وصفهم فالفتاة متدينة جداً , فإن هذا لا يمنع بالطبع ان نسأل عنهم , فهناك جوانب أخرى غير الدين! , هذا ما حاولت شرحه لأمي الايام السابقه , و لكن للأسف , حتى الآن لم ننجح بالوصول الى شخص يعرفهم من داخل العائلة , اتمنى ان نصل الى احد ازواج اخواتها , لن نجد افضل منهم للسؤال

------------

تم الاتفاق على يوم الاربعاء أو الخميس القادم للزيارة العائلية , انا متفائل فعلاً هذه المرة , اتمنى ان يوفقنا الله

------------

للحديث بقية

Friday, March 24, 2006

28- !خطفوا شريف


صدق القائل بأنه نو بليس لايك هوم , لا اعلم سر عشقي الشديد لجدة على الرغم من مساوئها , يُقال بأن أهل جدة كالسمك للبحر , قد يستطيع البقاء عدة دقائق خارج الماء , و لكنه لن يصمد طويلاً

--------------

توجهت من الرياض الى المدينة المنورة يوم الأربعاء الماضي , و اجتمعت العائلة في مدينة حبيبنا عليه الصلاة و السلام , حيث امضينا يومين , و كان الاجتماع المغلق عالي المستوى لمناقشة آخر التطورات في طريق العودة إلى جدة , النقاش استمر طريق العودة كاملاً , اصبح السائق يعرف تقريباً كل شيئ , من ذات الوشاح الأبيض حتى الشقراء , لا بأس , لم يعد غريباً , فهو لدينا منذ عشرون عاماً تقريباً , و بإختصار , فشل الاجتماع فشلاً ذريعاً , و النتائج كانت مخيبة للآمال بشكل كبير


--------------

حين يضع الإنسان شروطاً وصفات معينة يريدها في فارسة أحلامة ـ(هل مصطلح فارسة أحلامه صحيح؟)ـ , فهو حق شرعي , بل هو من أبسط حقوقة , حتى لو كانت الشروط بالعشرات , و لكنه سيتعب حتى يجد فتاة بكل شروطة , و حين يجدها قد لا تعجبه , بالفعل هو يحب سواد الشعر و وسع العيون و إنتفاخ الخدود و البراطم و إلى آخرة , و لكن التوتال باكيج بمواصفاته حين يتم تجميعه قد يكون بالفعل غير متناسق , و الانسان الطبيعي حين يتفاوض يتنازل عن صفتين او ثلاثة مما يريده و يمشّي! , ولكن حين تكون كل المواصفات التي حددها عبارة عن صفتين إثنتين فقط , فلا مجال للتنازل اطلاقاً , بتنازله عن صفة واحده فهو يتنازل عن نصف ما يريد , و هذا غير قابل للجدال , هذا ما حاولت ان اشرحه للماما اطال الله عمرها و زاد من قدرتها على تحمّلي , لن و لن و لن اتنازل بالتلاته , بلا الشقار زين بلا كلام فاضي


--------------

ـ(أقصد فيما سبق الصفات التي لها علاقة بالشكل و ليس الدين و الخلق و الى آخره من المواصفات المتفق عليها من الجميع


--------------

تم حذف المرشحتان الجديدتان من اللسته كلياً لعدم أهليـّـتهن للمواصفات و الشروط الإبراهيمية , أيعقل ان مدينة بها اثنين مليون مواطن نصفهم من النساء و يقدر عدد المؤهلات للزواج بنصف مليون ولا تجد امي منهن واحدة لي , واحدة فقط , اصبح اصدقائي يلاحظون ان اكثر جملة اصبحت اقولها ان البلد مافيها بنات يا جدعان , و كل ما رأيت فتاة تعجبني اقول بصوتي تعالي شوفي يمّه , بل بدأ اصدقائي يتطاولوا و حين يرو فتاة تروق لهم يقولون انتي فين يا ام ابراهيم


--------------

مجرد حديث عن فتاة ما قد تصلح زوجة لي يعطيني احساس بالارتباط , و احس ان شخصيتي تتغير في تلك الفترة , طريقة كلامي و تفكيري في المستقبل , بل اني اعود للبيت باكراً و كاني اتدرب على ما سألاقيه , لا احس بهذا التغيير الا حين تطير الفتاه كغيرها ممن طاروا , فأعود لما كنت عليه , بدأت هذا المقطع و أنا انوي الوصول لنقطة ما لا اتذكرها الآن حقيقة ً, لن أمسح , سأكمل في نقطة أخرى

--------------

احلى لحظة خلال الاسبوعين الماضيين كانت حين وضعت قدمي اليمنى على مدخل غرفة المكتب في منزلنا الحبيب , كم اشتقت لك يا مكتبي العزيز , من الواضح ان هناك آثار احتلال غاشم من اخي الصغير لكل ممتلكاتي في الغرفة , فكل شيئ في غير مكانه , فقدت الأمل و انا احاول وضع حدود اقليمية داخل المنزل حتى اشهرت العلم الأبيض ,و اصبّر نفسي باني في النهاية سأتزوج و سأعيش في مملكتي الخاصة , و لن يسطوا احد على ممتلكاتي , و لن اجد ملابسي في دولاب اخي , و اشرطتي في مسجل اخي , و حذائي يحيط برجل اخي , حتى رقم جوالي الرديف أخذه أخي , سألجأ الى حل الجدار الفاصل بيني و بينه يوماً ما , ذلك الإرهابي الصغير


--------------

أول يوم دوام , دخلت لهم حاملاً صحناً من تمر المدينة , و دلة قهوة , اخذت اطوف على زملاء العمل اسقيهم و اطعمهم , ثمانية من اصل عشرة هم الذين لاحظوا غيابي فترة اسبوعين , و واحد لم يلاحظ اطلاقا اني اختفيت , و واحد لم يعرف من أنا من الأساس , و هذا الرقم يعتبر انجاز لا بأس به مقارنة بآخر مرة , اصبح لي تأثير بعض الشيئ في المكان

--------------


احد عيوبي اني اعرف مكان كل شيئ وضعته , و ألاحظ أي تغيير , تم لطش الكرسي الذي امضيت اسابيع ادوزنه حتى اصبح في الوضع الأمثل , شاحن الجوال اتلطش هو الآخر , علبة لبان غندور لا تزال كما هي لم تتحرك , ولكن نقصت اربع حبات تقريباً او خمسة , و لكن الطامة الكبرى هي اختفاء شريف , صديقي العزيز , شريف يحتل منصب اهم موظف في القسم بدون منازع , كل الموظفين يتصلون عليه مرتين في اليوم على الأقل , ابتداء من السكيوريتي حتى مدير القسم , انه يحتل منصب الـ تـِي بوي , و الترجمة الحرفية هي فتى الشاي , لقب ظريف , أتى الينا شريف و هو لا يعرف كيف يحمل الصينية , امضيت اسابيع امرّنة و ارشدة و اقوّمة , حتى اصبح جرسوناً من الطراز الأول , لم اعلمه باعطائه دروس تقوية , و لكن من كثر توجيهاتي و انتقاداتي و النقّ و الزنّ المتواصل , و لكنه كان ذكياً بما فيه الكفاية ليتعلم , لا احتمل الآخطاء المتواصلة , و لا احتمل ان يكون هناك شيئ اتمكن من اصلاحه او تقويمة و اتركه على حاله , اول درس كان في حمل الصينية , فلا بد ان يحمل الصينية بيده اليسرى و يقدم الشاي باليمنى , و قبل وضع الكوب على الطاولة لا بد ان يفرش منديل كلينيكس ثم يضع الكوب عليه , و قبل هذا كله فهو حين يأتي من خلفي لا بد ان يأتي من الجهة اليسرى و ليس اليمنى (قرأت هذا في مقال عن الإيتيكيت و لا اعلم لماذا) , و يستأذن قبل الدخول و يسلم قبل الخروج , و ارشدته كيف يغسل الاكواب , و كيف لا يسرف في الماء , و كيف يضعها بعد غسلها , و كيف يرص قراطيس الشاي في علبة محكمة الإغلاق كي لا يفسد , و يعرف مواعيد شربي للشاي و القهوه و الشاي الاخضر , و يعرف متى يحضر لي الماء , و يعرف كم قرطاساً من سكر تروبيكانا يجب ان يضع , و علمته ان يثني أطراف مناديل الكلينيكس على شكل مثلث في العلبة لكي لا تصبح في الهواء بشكل بشع , و علمته عدد لا بأس به من الكلمات الانجليزية , يس سيير , رايت أواي سـيـر , إنجوي يور درنك , هاف أ نايس وييك إند جنتلمــِـن , و كان يردد الكلمات ورائي بسعادة , و يسجلها في دفتر ملاحظاته , حتى اصبح كما اريده ان يكون تماماً , و سرقوه مني , ضاع تعبي , ضاع هباءً منثوراً , و ضاع مبلغ لا بأس به من البقشيش الذي كنت اعطيه شريف تشجيعاً له , و كأني بنيت قصراً من خيال ٍ فهوى , اقسمت اني لن اعلم الجرسون الجديد شيئا ً, تم نقل شريف الى القسم المجاور , حيث الإدارة العيا و كبار الموظفين , بالتأكيد لإجتهاده و حسن سيرته و سلوكة , تباً لهم , لولاي لكان يسكب نصف الشاي في الصينية قبل ان يصل , الغريب ان الـ تِي بوي الجديد إسمه شريف أيضاً , ولكن شتان بين تلميذي و هذا المبتدئ


--------------

قبل يومين أو ثلاثة , قابل ابي صديقاً قديماً له , لا اعلم أين و كيف , لم احصل على كل التفاصيل , و لكن بطريقة ما اثناء حديثهما قال ابي اننا نبحث عن زوجة لابني ابراهيم , فقال صديقه ببساطة لا ابخل عليكما بإبنتي , فقال له ابي مواصفات فارسة احلامي ـ( المصطلح دخل مزاجي ) , و بالتأكيد عرف مواصفاتي من امي فليس بيني و بين أبي أحاديث مثل هذه على الاطلاق , و الغريب ان ابوها قال بأنها تنطبق عليها , لأول مرة يتدخل أبي و بطريقته البدائية في موضوع زواجي , على الرغم اني تضايقت قليلاً من اسلوب ابي في عرض الموضوع , ربما ليس من اللائق ان يقول اننا نبحث لكل من هب و دب , و لكني مرتاح للنتيجة جداً


--------------

تم الباقي بسرعة البرق , و لم اعلم عن الموضوع اطلاقاً حتى تطور لمراحل متقدمة , اعطى الصديق رقم منزلهم لأبي , و الأخير بدوره اعطاه لأمي , و اتصلت امي على امها , و كلمتها , و اخذت منها موعد لزيارتها , و انا صفر على الشمال , ولا حتى مسج فيه رؤوس اقلام , سلسلة من الفاجئآت , يالله ومالو , المهم النتيجة , تقول امي و فيما يبدو ان الفتاة و من وصف امها ملتزمة حبتين , و كأنها فهمت من الأم انها لا تسمع اغاني , يا ساتر , لي صديق اعرفه حين يزورنا يتفرج على التلفزيون و كأنه اول مرة يشاهده , محروم من جميع قنوات الاغاني بدون استثناء , زوجته تمارس عليه حرب لمراقبة الاعلام المرئي و المسموع في المنزل بشكل مكثف , لا مانع لدي من توجهها الديني و لكن اتمنى ان لا اصبح مثله


--------------

للحديث بقية

Wednesday, March 15, 2006

27- ByeBye Riyadh



ألم حاد في كتفي الأيمن , و الأيسر , و رقبتي , و أسفل ظهري! , حاولت ان ابحث عن اريح وضع للجلوس على كنبة المقهى , لم تفلح الوضعيات المحترمة التي اعرفها , وضعت رجلاً على رجل و لكن شعرت بالألم بعدها بدقائق , بدلت فيما بينهما , و عاد الألم من جديد , ما الحل؟ , لم أبال بالشخص الذي يجلس أمامي , رفعت رجلاي و تربعت على الكنبة , احساس جميل بالفعل , و ضعت شنطة اللاب توب على حجري لتقيني من حرارته التي بدأت تزيد تدريجياً
-------

آه يا كتفي , قطعت اليوم الرياض شرقها و غربها سيراً على قدماي ـ( شرق و غرب العلياً فقط و التشبيه للمبالغة )ـ , في الظهر و بعد انتهاء عملي , قطعت العليا انطلاقاً من توارن سنتر الى فندق العليا هاوس , حيث استقريت حتى المغرب , انطلقت بعدها من الفندق نحو التحلية حتى وصلت الى آخر الشارع , حيث مبنى مميز البناء , على الطراز الهندي , له قباب ذهبية , و زخارف من اعلاه لأسفله , و يزيّنه زجاج ملوّن على الأبواب و النوافذ , و الذي اتضح لاحقاً انه مطعم هندي بالفعل , مبالغ في ديكوره الى حد الاسراف , ولا اتذكر إسمه , عدت ادراجي و واصلت المسيرة حتى برج المملكة , لم يسمحوا لي بالدخول بالطبع , الرد المعتاد ـ( عوايل يا طيب)ـ , يا عالم اليوم تلوت! , وسط الاسبوع يا ناس , ـ( والله تعليمات )ـ , لا احب ان اجادل السكيوريتيه لطباعهم الحاده , آثرت الانسحاب كعادتي
-------

على العموم هدفي ليس التسوق , فغيرت وجهتي الى مكتبة العبيكان في الشارع المقابل , شدني كتاب لي كوان يو رئيس وزراء سنغافورة الأسبق , الرجل الذي حوّل دولته أثناء ولايته من العالم الثالث الى الأول ـ(حسب وصف الكتاب)ـ , ولكن سعره المبالغ فيه جعلني اصرف النظر عنه ـ(95 ريالاً)ـ , إشتريت كتاب عائض القرني , التفسير الميسّر للقرآن , مجلد واحد في الف صفحة , فيه شرح جميل و بسيط لآيات القرآن الكريم


-------

احترم عائض كثيراً لانه رجل متمكن من وقته , رجل يعرف ماذا يريد الناس , ينزل لهم ولا ينتظر صعودهم , غزير الانتاج , ولكن سبحان الله لا يجذبني اسلوبه ولا طريقته في معظم مؤلفاته , بدون سبب يذكر , ولكن هذا لا يمنع ان تفسيره هذا وجدته مميز جداً عن باقي كتب التفسير لبساطته , اتوقع له النجاح الكبير على مستوى العالم , و ان تتجاوز مبيعاته المليون كما تجاوزها كتابه لا تحزن , الذي لم يعجبني اطلاقاً هو الآخر

-------

عدت بعدها ولا تزال الرحلة مشياً على الاقدام من العبيكان الى شارع الشانزليزيه حيث اكتب لكم سطوري هذه , كل ما سبق ذكره حدث و شنطة اللاب توب الثقيلة على ظهري , و هي التي سببت الآلام التي سبق ذكرها , في لحظات مثل هذه تراودني الافكار , لماذا اشتريت لاب توب بشاشة عريضه و بهذا الوزن؟ , فيم كنت افكر تلك اللحظة؟ , اليس الهدف منه ان يكون خفيفا و سهل الحمل؟ , اذكر ان صديقي قال لي ذلك اليوم , بكرة تندم يا جميل
-------

الباريستا اللطيف اخبرته بأن اليوم آخر يوم لي في هذا المكان , حيث انتهيت من عملي و سأغادر غداً , ابتسم بدون ان يرد , و قال لي ماذا تطلب؟ , استغربت ردة فعله , فين الصحبة و الوناسة ياهوو! , طلبت هذه المرة بيناكولادا , و اخرجت المحفظة لأحاسب , و رفض ان يأخذ المبلغ! , قال لي إتس اون ذا هاوس , حاولت ان ارفض بإصرار و شكرته جزيل الشكر و اثنيت عليه , ولكنه كان مصر فعلاً , فقبلت عزيمته بخجل شديد , احرجني بلطفه بالفعل , و تأثرت بهذه اللفته الكريمة , مثل هذه اللفتات تبقى في الذاكرة الى الابد , و سيبقى د.كيف كوفي شوبي المفضل بسببه
-------

سأنطلق غداً إلى المدينة المنورة , حيث اتجهت العائلة من جدة منذ الأمس و سنظل حتى الجمعة بجوار الحبيب ـ(صلى الله عليه و سلم)ـ , ابلغتني الماما بأن استعد لإجتماع مغلق عالي المستوى لمناقشة المرشحات المحتملات لتولّي منصب الزوجة المصون صاحبة السعادة , بدأت امي بإتباع نهج اخفاء الأخبار حتى تقرر هي اللحظة المناسبة , و تعلنها قبل الحدث بيوم او يومين , لفتاجئني و تربك اوراقي , متخذة نهج جمّاز السحيمي في إدارة هيئة سوق المال , اتمنى ان لا انهار في الايام المقبلة كما حدث لسوقنا العبيط , اخر الشائعات تقول ان هناك مرشحتان محتملتان حتى اللحظة , ولا علم لي بأي تفاصيل , سوى ان إحداهن شقراء! , و لم تكن هذه ضمن مواصفاتي بالطبع , ولكن لم لا , الشقار زين
-------
و للحديث بقية


-------خارج الموضوع--------

ما هذا؟ , هل تحولت هذه المدونة الى سرد ليومياتي؟ , لم يكن هذا الهدف منها؟ , ولكنني كتبت اسطراً كثيره اخذت مني وقت وجهد , امسحها الآن!! , سأنشرها هذه المرة ولكن بإذن الله لن اكررها , شكراً لتحملكم
------
---------------------------
Happy Birthday To Me!
---------------------------

Monday, March 06, 2006

26- الشانزيليزيه


و ها أنا في الرياض , مضت ثلاثة أيام بسرعة منذ وصولي , و باقي على العودة تسعة أيام , وقتي محدود مع ضغط العمل , كل يوم أقول سأدوّن غداً , أوقات فراغي استغلها في اكتشاف مطاعم جديدة , إنها مدينة المطاعم بالفعل , و ما شاء الله , تقريباً كلها مزدحمة , ألا تأكلون في بيوتكم يا قوم؟ ـ( ما شاء الله , ولا حول ولا قوة الا بالله , والله أكبر
...................
.:. اعلان غير مدفوع .:.
اوجه تحيّاتي القلبية الصادقة الى كل من
السادة الأفاضل , أعضاء مجلس إدارة مطعم واترليمون
السادة الأفاضل , أعضاء مجلس إدارة مطعم بليسس هاوس
تحية من القلب للقلب , و من البطن للبطن , تحية متوّجة بأجمل الاشعار و القصائد التي لا اجيد كتابتها ولا فهمها اثناء قرائتها , شكراً لكم و لجميع الجنود المجهولين الذين يعملون خلف كواليس مطبخكم الراقي , توقعت من جودة الأكل و الإدارة و الديكور , انها من المطاعم العالمية , ولكن في الواقع و كما علمت , هما مطعمان لبنانيان , مما يزيد سلسلة المشاريع اللبنانية الناجحة عبر الحدود , مثل كاسبر و كبابجي
...................
إتخذت ركناً قصيّاً في كوفي شوب د.كيف القريب من الفندق , حاولت ان استفسر من الباريستا الأسمراني اللطيف عن اسم الشارع الذي نحن فيه ـ(حسب الورقة المعلقة , كلمة باريستا تعني جرسون , لا اعلم بأي لغة , فقال لي بنبرة تدل على انه لا يمزح , إسمه الشانزيليزيه , و مضى بعيداً حاملاً صينيته و هو يعدو بخفة , يبدو انه الإسم الشائع لهذا الشارع الصغير , أو انه مستاء مني بحكم اني اصنف من ضمن الزبائن ثقال الدم , حيث القي سلسلة من الأوامر حين دخولي , فأطلب منه ان يغلق جهاز التكييف تماماً , و يغير مكان الطاولة , و استفسر عن كل شيئ في القائمة و عن طريقة صنعة و سعره , و بعد هذا كله اطلب كوباً من الشاي الأخضر صغير الحجم سعره 4 ريالات فقط , و اجلس على الاقل ثلاث أو اربع ساعات , أقرأ كل الجرايد , و استخدم الإنترنت بكثافة , و انتهي من تحضيري لعمل يوم غد , و نظرة الاستياء الاحظها في عينيه كل ما مر بجانبي , فأقول له مازحاً , اشبك تطالع؟! , زوّدتها و جلست زيادة عن اللزوم!! , أمشي يعني ولا كيف!؟؟ , يقول بمجاملة واضحة لااااااا وشدعوّه!! , اليوم انبني ضميري , طلبت الشاي الأخضر في الساعة الأولى , و في الساعة الثالثة طلبت عصير برتقال و دونات , كما اني ساعدت اكثر من شخص على تشغيل الوايرلس كوننكشن لأجهزتهم , حيث اصبح الباريستا يحولّهم إليّ تلقائياً , و انوي الجلوس هنا ستة ساعات على الأقل حتى اقتنع بأني عوضت عن خدماتي و عن مبلغ الـ14 ريالاً التي دفعتها
...................
اخبرتني امي ان ام الحسناء لم تتصل , و الطناش السخيف لا يزال مستمراً , مما يعني اني صرفت النظر تماماً عنهم , حتى لو اتصلوا فيما بعد , اتفقت مع امي مسبقاً ان تعتذر لهم , اتمنى فعلاً ان اكلم ام الحسناء شخصياً و اسمعها محاضرة في الأخلاق , هل الناس لعبة بين أيديهم؟ , مضى حتى الآن شهران تقريباً , و امي اتصلت عليهم بالأربع و الخمس مرات , و كل مره يقولون سنرد لكم خبراً , و طناش! , عيب والله , عموماً اعطيناهم فرصتهم و زيادة , و الحق يقال ان ردة فعلهم هذه تنم عن ....... , لا اريد ان اغتاب , هداهم الله , لا يصح التعامل مع الناس بهذه الطريقة , الحمدلله الذي فكّـنا منهم
...................
لم اكتشف اني غاضب بالفعل إلا و انا اكتب الآن , لم احس بأي غضب إطلاقاً خلال الاسابيع الماضية , هل وصل بي كتمان المشاعر لمرحلة اني اكتمها عن نفسي؟ , ربما , لم اكن انوي ان يتخذ موضوع مدوّنة اليوم هذا المنحى , ولكن لن امسح ما كتبت , اريد ان ادوّن مشاعري كما هي , لأتذكرها لاحقاً كما هي , و أتذكر أني غضبت
...................
للحديث بقية

Monday, February 27, 2006

25- عذراً ,,, فأنا ملتزم


اثناء إجتماعنا العائلي في الغداء الاسبوعي يوم الجمعة الماضي على طاولتنا المعتادة في بيتزاهت , طرحنا للنقاش موضوع تأخر اهل الحسناء في الإتصال بنا , و بعد اخذ و رد , إقترح أبي أطال الله عمره ان لا نفرض سوء الظن , لعلّ عائقاً ما أخرهم , فهو لا يتوقع انه استهتار منهم , فهناك احتمالات كثيرة لعدم اتصالهم , ان تكون اضاعت الرقم مثلاً , او اتصلت فعلاً على المنزل في اوقات لم تكن امي متواجده , و إلى آخره , تم الاتفاق على ان تتصل بهم أمي مجدداً مرة اخيرة , على الاقل كي نكون قمنا بما علينا و زيادة

................

بالفعل اتصلت الماما على ام الحسناء , عاتبتها امي عتاباً لطيفاً بأسلوب حسن على تأخرهم في الرد , اعتذرت و بررّت التأخير بظروف لديها مع اولادها , لم توضّح أي تفاصيل و لم تسألها أمي , و قالت لها ان تأتي مع من شائت من قريباتها او صديقاتها ليتم التعارف النسائي , و اعترضت امي بقولها انها قد شاهدت الحسناء مسبقاً في حفل الزفاف , و حان الآن دوري أنا لكي أراها , فلا داعي للزيارة النسائية , اقتنعت الأم و طلبت مهله أخرى ليومين كيّ تحدد لنا موعداً أذهب فيه لزيارتها

................

تقول أمي و هي تحدثني بما جرى , ان ام الحسناء بدى عليها التردد نوعاً ما , و اخذت تسأل أمي عن رأيي في غطاء الوجه و عن مدى إلتزامي! , ما يغيظني ان كلمة ملتزم اصبحت مطّاطة , و من الممكن ان تستوعب معانٍ كثيرة , فهناك من يعتبر الملتزم الذي يحرّم التلفزيون و الجوال ابو كاميرا , و هناك من يعتبر ان الملتزم في هذا الزمن هو الذي يصليّ الخمس فروض كلها غالباً , و في مواعيدها أحياناً , على الرغم اني حذرت امي من استخدام هذه الكلمة , لإننا في زمنٍ اصبحت فيه هذه الكلمة تهمة , او نقيصة

................

ـ( والله ولدنا مهندس و ما يدخن و يهتم بصحته و خلوق , بس الله يهديه عاد ,,,,, ملتزم , الحلو ما يكملش , بس والله وعدنا انه يخفف , بس يقول بالتدريج , ونقول إنشالله مع الزواج بمساعدة المدام راح يعقل!

................

و لهذه الأسباب فضلت ان تصفني أمي كشخص جاد و يخاف الله على سبيل المثال , لإن كلمة متلزم قد تؤوّل لمعانٍ اخرى , و هذا ما حدث! , فوضحت لها أمي وضعنا الديني و اننا لا نصل لحد التزمّت , و وضّحت لها وجهة نظري في كشف الوجه , و انا صراحةً لا اعترض عليه , الاحاديث واضحة , و العُرف و عادة المجتمع عندنا في جدة يختلفان عن باقي المناطق في المملكة , لو انني مثلاً كنت في منطقة كلها نساء يغطين وجوههن , فلا داعي للفت الانتباه و مخالفة العرف السائد و السباحة ضد التيّار! , و لكننا في جدة , طالما أننا نسير مع تيّار المجتمع الوسطي فلا بأس , و هذا لا يعني ان تكشف وجهها بالمكياج الكامل مثلاً , هذا التصرف مرفوض بالطبع , ثم سألتها الم تخبريهم اني مشترك في شوتايم و انني أحب لينزي لوهان؟ , و يبدو انها لم تكن في مزاج يسمح بالمزح فلم ترد

................

كان صباح اليوم جميلاً , و حالتي النفسية كانت في أعلى مستوياتها , و كعادتي اثناء الطريق من وقوف السيارة حتى افتح الباب المكتب , احاول ان اهيئ نفسي ليوم جديد مليئ بالانجازات , و أبدأ في بناء الحاجز بين حياتي الخاصة و عملي , و احاول ولو جاهداً أن ارسم ابتسامة عريضة على وجهي اثناء دخولي , لأستقبل بها من عرفت و من لم أعرف أثناء إلقائي للسلام , أسوةً بالحبيب صلى الله عليه و سلم , الجديد اليوم اني كنت أدندن بحماس ـ( معجبة مغرمة أنا بئا مش عايزه الا هوّااااااااا , و اتعمّد ان اطيل في كلمّة هوّااااااا لسبب لا أعلمه , ـ( نظرتو همستو بــ.... , و فجأه و في منتصف الكوبليه ظهر في وجهي المدير آوت اوف نو ويير , بلعت المتبقي من الحروف و ألقيت عليه السلام بوجه من سبعة ألوان مع ابتسامتي التي اصبحت مع تأثير الخجل بلهاء فعلاً , و قال بلهجته الإماراتية المميزة , براهيم شلونك ـ(بدون ألف, السبت الياي عندك تريننج بالرياظ -(بالظاءلمدة اسبوعين , يهّز روحك و زهّب اوراقك , و دبرّلك فلايت ريزيرفيشن اليوم , و الأسّايمنتس و الشغلات مالتك هاند ذيم أوفر لزميلك , و كعادته لم ينتظر الرد , و عاد و اختفى فجأة كما ظهر فجأة , و ابتسامتي لا تزال محافظة على رونقها و بلاهتها , قبل ان افكّر في الورطة التي وقعت فيها , لا أحب ان أترك شيئاً معلقاً لم أتممه , فأكملت مقطع الاغنية -( بـــــتحرّك ئلبي جوّااااااااااااااااااااااااا , ثم بدأت افكر في الخطة التي اُحبطت مع أهل الحسناء

................

إنتظرت حتى موعد استيقاظ الماما من النوم و اتصلت عليها و ابلغتها بالخبر , قالت ستحاول ان تتصل عليهم ليعجّلوا موعد اللقاء ليصبح هذا الوييك إند بدلاً من المقبل , اتصلت عليهم بالفعل بعد صلاة العشاء و حاولت تعجيل الموعد , و قالت انني مسافر عصر يوم الجمعة القادم إذا امكن ان نعجل اللقاء , تقول امي انها تحججت قليلاً و انه قد يكون صعباً , و اخبرتها أمي أن الموضوع لن يأخذ ساعة , فلتحاول ما بوسعها , قالت انها سترد لنا خبراً بإذن الله , و نحن في إنتظار إتصالها , قلت لأمي ما رأيك بالآتي , اذا اعتذرت مجدداً , حاولي ان تفهميها بأنه من الظاهر انه لا نصيب لنا ببعض , و قولي لها بلطف , أن الخيرة فيما اختاره الله , قالت و هو كذلك

................

و ها نحنُ في إنتظار ردّها

................

و للحديث بقية

Tuesday, February 21, 2006

24- سائت مُستقراً و مُقاماً


سأختصر على قدر المستطاع
..............
اليوم الموعد المنتظر , احساس غريب بالهدوء منذ الصباح , لا يوجد اي توتر على الاطلاق , على الرغم اني انسان متوتر بطبعي , و مع اقتراب الموعد يزداد الارتياح , سبحان الله , كنت اعلم اني في وقت الحدث سأكون في قمة توتري , خططت لاشغل نفسي بأي شي في هذا الوقت منذ الاسبوع الماضي , رتبّت أموري و خرجت مع صديقي الشيخ و إمام المسجد بعد الصلاة العشاء , شابٌ فاضل من أهل القرآن , عسى الله ان يطرح لنا بصحبته البركة , اخذته الى مطعم إيطالي صغير , في وسط حيّ هادئ و غير تجاري من أحياء شمال جدة , أجمل ما في المطعم انه لا يعلم عنه أحد , تناولنا طعامنا بهدوء , يعلم عن القصة فقد استفتيته مسبقاً , و لكن زودته بالتفاصيل , أخذ يدعو لي بالخير , دعا ان تكون إبنة الحلال من نصيبي , أكانت ذات الوشاح أم غيرها
..............
توقعت ان تتصل امي بحدود التاسعة و النصف , لم تتصل , العاشرة , العاشرة و النصف , لم تتصل أيضاً , كان الشيخ الظريف متوتراً أيضاً , ولكن تأخر الوقت , وصّاني ان ابلغه فوراً عندما تتصل أمي , حتى لو في منتصف الليل , بعد ذهابه مباشرة , ارسلت مسج لأمي و سألتها فين الناس؟ , و اتصلت فوراً و اخبرتني انها للتو خرجت من بيتهم
..............
لولا احساسي ان من واجبي ابلاغك روّاد هذه المدوّنة بما حدث لما فعلت , حالتي النفسية فعلاً لا تسمح , لن انسى تتبعهم لثقل دمي و كلامي الركيك , و خصوصاً بعد الدعم المعنوي الكبير من قبل زوّارها الكرام , زوّارها قِلال العدد رفعاء المكانة , جزاكم الله خيراً ,,,, سأختصر
..............
ألقت امي بالخبر الصاعقة دون مقدمّات , إنها ليست فتاة جرير مول يا إبراهيم , ليست هي بالتأكيد , لن اصف شعوري تلك اللحظة , لم ابلغ تلك المرحلة من البلاغة بعد , تماسكت و قلت سبحان الله لعلّه خير , الغريب انها قالت انها متأكده انها نفس الأم , و الأغرب أن الفتاة ليس لها اخوات , إستحت ان تقول للأم بالطبع , ولكن تحدثت الام اثناء حوارهما ان لها اختاً صغيرة , اتت من الرياض مؤخراً , تخرجت من الجامعة و عادت لتعيش معهم او شيء من هذا القبيل , قد تكون هي؟ , ولكن ذات الوشاح كانت تبدو صغيرة السن جداً , لا يبدو انها متخرجة من الجامعة , و كما اتضح ان الأم من جنسية عربية و ليس لديها الجنسية السعودية , مما يعني انها حتى لو كانت اختها فستكون تلك عقبة كبرى , ليست عنصرية و لكن لم لا يعرف الوضع في السعودية , الزواج من اجنبية و خصوصاً للشباب , يتطلب الحصول على تصريح من جهات عليا رفيعة المستوى , و الموضوع في منتهى الصعوبة , و نسمع عن رشاوي و مبالغ خرافية للحصول على هذه التصاريح , و انا اساساً ضد هذه الفكرة لما لها من مشاكل بعد الزواج , أنهيت الإتصال مع أمي و اتصلت على الشيخ و أبلغته , كنت اتكلم و انا اضحك مظهراً عدم إهتمامي , دعا لي جزاه الله خير , و انهيت المكالمة , و شغلت شريطاً بصوته لسورة الإسراء , أهداني إياه قبلها بدقائق عندما افترقنا , ياله من صوت جميل و قراءة رائعة , كان لها مفعول السحر , الهدية المناسبة في الوقت المناسب
..............
لو سألني شخص ماذا تعلمت من الحياة , استنتجت بحكم خبرة الربع قرن التي عشنها فيها , و بحكم شخصيتي الواقعية , فسيكون الجواب فوراً , أن الحياة سلسلة من خيبات الأمل , فلابد ان نعتاد على الوضع , نقاوم و نغيّر ما نستطيع تغييره بالمنطق و العقل و الحكمة , باليد ثم باللسان ثم بالقلب , و الباقي على الواحد الأحد , الحمدلله اللذي لا يحمد على مكروه سواه , والله لم يهتز إيماني قيد أنملة , انها مشيئة الله , و انا مستسلم لها تمام الإستسلام , لقد استخرت مالك الملك , فكيف اعترض , و من أنا لأعترض على مشيئة خالق الخلق و مدبّر الأمر؟ , والله ليس اعتراض , ولكن الحزن حالة قلبية لا سيطرة لي عليها , اللهم غفرانك
..............
إذن فهي النهاية , نهاية البحث فعلاً هذه المرة , استسلمت , خضعت , سئمت , تعبت , أنا بشر , لي قوّة تحمّل نفسية لا أستطيع تجاوزها , و ها قد وصلت إليها , إنها نهاية القصة , و ليست نهاية العالم , حتى و إن كانت نهاية العالم , انها حياة دنيا , سحقاً لها من حياة , و سائت مستقراً و مُقاماً
..............
لا اله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
..............
ربما لن يكون للحديث بقية
..............
السلام عليكم و رحمة الله

Saturday, February 18, 2006

23- الثلاثاء القادم


حان الآن وقت إعادة ترتيب الاوراق , و تحديد الأولويات , لاحظت أني حين اترك الامور عشوائية غالباً ما اتخذ قرارات خاطئة , ولا اريد ان اتخذ قراراً خاطئاً , خصوصاً في هذا الموضوع! , لا اريد ان تجرفني العاطفة , و في نفس الوقت لا اريد ان اصبح عقلانياً بصورة مبالغ فيها , اريد ان اتخذ قراراً يرضي الطرفين , عقلي و قلبي
.......................
إتصلت امي بأهل الحسناء في يوم التاسع و العشرين من ياناير الماضي , أي قبل عشرون يوماً , ـ(و هذه أحد فوائد التدوين , التوثيق الدقيق للأحداث )ـ , و هذه الفترة تعتبر طويلة جداً جداً في مثل هذه الحالات , جرت العادة أن يأتي الرد اهل الفتاه خلال اسبوع كأقصى حد , على الرغم انهم طلبوا مهلة الى ان تنتهي الحسناء من اختباراتها , و لكن انتهت الاختبارات منذ أكثر من اسبوع , و سألت أمي لعلّها تتوقع انك ستتصلين عليها و ليس العكس , اكّدت لي انها حين سألتها هل انتظر اتصالك ام اتصل بكِ انا؟ , قالت لها بل أنا سأتصّل , عموماً كان هذا التأخير في صالحنا
.......................
البارحة و كعادتنا كل جمعة , كنت و الماما في أحد الهايبر ماركتس نتبضّع , الدانوب هذه المرّة و ليس جرير مول , قبل نزولنا من السيارة تماماً , رنّ جوّال امي , و كعادتها حين يكون الرقم غريباً و ليس مسجلاً في هاتفها , أخذت تتسائل و هي تكلم نفسها بصوت مرتفع عن هويّة المتصل , بيني و بين نفسي توقعت ان المتصل له علاقة بأحد الفتاتين , و بدأت اتوتّر و امي لا تزال تتسائل , و بدأت في الدعاء ان يكون الإتصال لخير , ثم عادت للتسائل عن المتصل و هي تقرّب شاشة هاتفها مني لتريني الرقم الغريب , و تؤكد لي ان الرقم ليس مسجلاً عندها , و مع التوتّر قلت لها يا مااااااماااااااااا ردّي , انتبهَت انها فعلاً تسائلت زيادة عن اللزوم و ردّت , و بالفعل صدق حدسي , كانت ام ذات الوشاح الأبيض , اتصلت لتحدد موعداً خلال الأسبوع المقبل كي تزورهم أمي و يتم التعارف المبدئي , و تم تحديد الموعد ليكون الثلاثاء القادم بإذن الله
.......................
.......................
حتى الآن كل ما مضى يعتبر أخبار جيّده , بل ممتازه , لم اكن اريد ان أذهب لأرى الحسناء و ذات الوشاح لا تزال في مخيّلتي , كما اسلفت لابد من تحديد الأولويات , طبعاً ذات الوشاح لها الأولوية الاولى , خصوصاً بعد مشورة الماما و رأيها فيها بعد الزيارة يوم الثلاثاء المقبل , الحق يقال ان لها نظرة في الناس , و وجهة نظرها ممتازة و احترمها دائماً , كما هي في المقابل تحترم وجهة نظري
......................
إذن ْ , ستكون الخطة كالآتي , سنؤجل موضوع الحسناء بقدر المستطاع , إلى ان اذهب لأرى ذات الوشاح بنفسي في منزلهم , فأنا لم اشاهدها سوى لعدة دقائق , أيُّ دقائق؟!؟ , بل هي ثوان ٍ , صحيح ان اول اربعة ثوانٍ كانت كافية لإتخاذ القرار , ولكن لا بد ان أشاهدها عن قرب بالطبع , و أيضاً لابد ان نسأل عن عائلتها عدة مصادر أخرى , لن اكتفي بمصدر واحد اطلاقاً , إلى ان يطمئن قلبي , و بعد ان إجتياز كل الخطوات السابقة بنجاح , سنبلغ أهل الحسناء ان الخيرة فيما اختاره الله , و سأترك هذا الموضوع للماما لتختار الطريقة التي تراها مناسبة , على الرغم من الاحراج الذي سيسببه ذلك لها , ولكن اتوقع ان المسكينة تعودت على الاحراج بسببي , اصبح لديها الخبرة الكافية , بل و ربما لم تعد تشعر بالاحراج بعد كل ما تعرضت له!؟!؟
.......................
ها قد بدأت المعركة بين عقلي و قلبي مجدداً , فهل فعلاً أنا مستعد ان أتخلى عن ذات الوشاح الأبيض بعد كل هذا البحث و العناء و الضغط النفسي و التوتّر , في الواقع نعم , هناك أسُس دينية لن اقبل التنازل عنها إطلاقاً , و هناك أعراف اجتماعية لن اقنع نفسي بتجاهلها , هذا زواج مو لعب! , في المقابل هناك اشياء ثانوية , مهمة أيضاً , ولكن ليست كالأولويات , و هي قابلة للتنازل , ففي النهاية الحياة الزوجية هي اخذ و عطاء , لابد من احد الطرفين ان يتنازل بين الحين و الآخر لتحقيق المصلحة العامة
.......................
المشكلة الوحيدة التي قد تصادفنا حالياً , هي ان تتصل ام الحسناء و تحدد لنا موعداً قبل أن أرى ذات الوشاح , و الحل الوحيد الذي أفكر فيه حالياً , هو ان ننتهي من موضوع ذات الوشاح بسرعة , و تقنعهم امي بأن نحدد موعد زيارتي لهم بأسرع وقت , و تؤجل امي موعد زيارة الحسناء بقدر المستطاع , و لكن ...... , قلبي ليس مطمئن , هل يجوز؟ , لا اريد ان نتسرع و نعتذر لأهل الحسناء و انا لم اضمن ذات الوشاح بشكل قطعي , لا احب هذه التعقيدات , ولكن على العموم , سوف أسأل أهل الذكر في أقرب فرصة , و اسأل الله ان يبعدنا عن الشبهات
......................
و للحديث بقية

Monday, February 13, 2006

22- النهاية؟


من أين أبدأ؟ , من بعد ما اعطيت امي الورقة التي تحتوي رقم هاتف منزل ذات الوشاح الأبيض , لا هناك ما هو أهم , ام ابدأ بوصف شعوري منذ أرق ليلة الأمس و حتى الساعة العاشرة من مساء هذا اليوم , و من يهتم بأرقي و مشاعري قبل النوم , ليس هذا المهم , هل أسرد الاحداث بالتفصيل أم بإختصار؟ , هل اسرد الحوارات ام اكتفي بتلخيص ما دار فيه؟ , لااا لاااا التفاصيل ليست مهمة أيضاً , ساعة يدي الآن تشير الى الحادية عشرة مساءً و تسعة و ثلاثون دقيقة , باقي واحد و عشرون دقيقة على المهلة التي وضعتها لنفسي لأضع حداً للقصة , مما يعني نهاية هذه المدوّنة , و أيضاً كل ما سبق ليس بمهم
................

في البداية , ما هي الصدفة الجديدة التي لاحظتها ليلة أمس اثناء أرقي؟ , لتنضم الى مسلسل الصدف الغريبة التي مرت بي اثناء الأحداث , انا متأكد لو اني كاتب روائي او كاتب قصص قصيرة لأتهمت بالمبالغة , كل هذه الصدف مكانها الملائم هو مسلسل مكسيكي عُرض في نهاية التسعينات من هذا القرن , في رحلة بحث أليخاندرو عن ميريندا , ولكن هذا ما حدث , و ما على المدوّن غير البلاغ , الصدفة انه بنهاية هذا اليوم يصادف بداية يوم الفالنتاين , إكتشاف أدى إلى أرق حتى ساعات الفجر الأولى , غداً سيتحدد , هل سأقضي هذا اليوم وحيداً , ام على الاقل ستكون هناك من أأمل الإرتباط بها؟ , و على الرغم اني لا اقيم لهذا اليوم وزناً , ولا يساوي عندي جناح بعوضة , ولكن تظل الاجواء المحيطة و أحاديث الناس و القنوات الفضائية كلها مصبوغة باللون الأحمر
................
ما هو المهم إذن؟ , المهم هو الخلاصة
هل رد احد على اتصال أمي؟
هي كلمة واحده , نعم أو لا؟
................
في تمام التاسعة و النصف مساءً , كنت في مكاني المفضل ايام المذاكرة , عندما تقفل كل الوجوه امامي و اكره منظر الكتاب , كنت اذهب الى تلك البقعة الجميلة في كورنيش جدة , لا اعلم السحر الذي فيها ولكن لها تأثير فعلاً على تركيزي , كنت أمسك بكتاب ممل من خمسمائة صفحة , يتحدث عن الموجات الكهرومغناطيسية و كيفية انتقالها من الأبراج الى الجوال و العكس , و بينما انا غارق في تأمل احد الرسومات البيانية , اتصلت أمي , كنت في قمة التركيز لدرجة اني نسيت موضوع الفتاة تماماً , تكلمت بصيغة اني مشغول الآن , نرجوا الإختصار , فقالت و بنبرة غريبة , لقد اتصلت عليهم , تذكرت الموضوع وقتها , قلت و انا في مرحلة اليأس , و الرقم خطأ؟ , قالت لأ , قلت الرقم صحيح إذن؟؟؟ , قالت نعم انه صحيح , تحدثت مع الام و قلت لها نحن من بيت فلان الفلاني و سمعنا ان لديكي إبنة , فهل لنا ان نتشرف بوصلكم؟ , و بكل بساطة ردت عليها , حياكم الله
................
نعم , بكل بساطة , الرقم صحيح , و هو رقم منزلهم فعلاً , و الفتاة ليست مرتبطة , و لم تسأل الأم من الذي دلّكم علينا , و هي التي قالت لنا زوجها من اي عائلة , كل مخاوفي لم يكن لها أساس من الصحة , كل شيئ على ما يرام فعلاً , هل هذه حقيقة ام خيال؟ , فتحت فمي و امي تتحدث , و تدريجياً بدأت الأبتسامة ترتسم عريضة جداً على شفتاي , لم ابتسم بهذا العرض من قبل! , ليست عريضة فقط , بل مستمرّة أيضاً , لا يزال تأثيرها الى الآن , بنفس العرض , يا رب لك الحمد
................
هل انتهت الاخبار الرائعة؟ , لا والله لم تنته , عانينا سابقاً في موضوع السؤال عن الناس , اصبح صعباً هذه الأيام من كثر ابتعاد الناس عن بعضها , ولكن سبحان الذي يسّرها , الفتاه من عائلة تعرفها أمي , فوراً اتصلت أمي على صديقة لها و سألتها , اتعرفين شخصاً بهذا الإسم؟ , قالت و كيف لا , انه اخو زوجة أخي , و اخذنا كل التفاصيل , و الحمدلله الكلام كان مطئمناً , بل مطمئنٌ جداً , ساعتي الآن تشير إلى الثانية عشر و اثنتان و ثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل , لديّ كلامٌ كثير , ولكن تأخر الوقت , سأكمل غداً
................
باقي خبر أخير , احلى خبر , و احلى هدية فالنتاين , لقد عرفت إسمها , عرفت إسم ذات الوشاح الأبيض
................
و بإذن الله , لا يزال للحديث بقية
( :<